وحسبتم ، (خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) ، أي : خشية الفاقة ، قاله قتادة ، وقيل : خشية النفاد ، يقال : أنفق الرجل أي أملق وذهب ماله ونفق الشيء ، إذا : ذهب ، وقيل : لأمسكتم عن الإنفاق خشية الفقر ، (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) ، بخيلا : ممسكا عن الإنفاق.
قوله عزوجل : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) ، أي : دلالات واضحات ، والآيات التسع :
قال ابن عباس والضحاك : هي العصا واليد البيضاء والعقدة التي كانت بلسانه فحلها وفلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.
وقال عكرمة وقتادة ومجاهد وعطاء : هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد والسنون ونقص الثمرات. وذكر محمد بن كعب القرظي : الطمس والبحر بدل السنين ونقص من الثمرات ، وقال فكان الرجل منهم مع أهله في فراشه وقد صارا حجرين ، والمرأة منهم قائمة تخبز وقد صارت حجرا.
وقال بعضهم : هنّ آيات الكتاب.
[١٣٣٤] أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني الحسن (١) بن محمد الثقفي أنا هارون بن محمد بن هارون العطار (٢) أنبأنا يوسف بن عبد الله بن ماهان ثنا [أبو](٣) الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة (٤) عن صفوان بن عسّال المرادي أن يهوديا قال لصاحبه تعالى حتى نسأل هذا النبي ، فقال الآخر : لا تقل نبي فإنه لو سمع [صارت أربعة أعين](٥) ، فأتياه فسألاه عن هذه الآية : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) فقال : «لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلّا بالحق ، ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا ، ولا تحسروا ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ، ولا تسرفوا ولا تقذفوا المحصنة ، ولا تفروا من الزحف ، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت» ، فقبلا يده ، قالا (٦) : نشهد أنك نبي ، قال : فما يمنعكم أن تتبعوني؟ قالا : إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن تبعناك أن تقتلنا اليهود.
قوله عزوجل : (فَسْئَلْ) ، يا محمد ، (بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ) ، موسى ، يجوز أن يكون الخطاب معه
__________________
[١٣٣٤] ـ ضعيف. إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن سلمة ، قال البخاري : لا يتابع على حديثه ، وقال أبو حاتم والنسائي : يعرف وينكر ، أبو الوليد هو هشام بن عبد الملك ، شعبة بن الحجاج.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ١٣٠ عن طريق أبي الوليد الطيالسي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣١٤٤ من طرق أبي داود ويزيد بن هارون وأبي الوليد عن شعبة به وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٣٩ من طريق يزيد ومحمد بن جعفر عن شعبة به.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ٣٥٤١ و ٨٦٥٦ من طريق ابن إدريس عن شعبة به.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٤٠ من طريق يحيى بن سعيد عن شعبة به.
ـ وأخرجه الحاكم ١ / ٩ من طريق وهب بن جرير وآدم بن إياس ومحمد بن جعفر عن شعبة به.
ـ وصححه ووافقه الذهبي. وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» ٢ / ٦٩٧ : عبد الله بن سلمة كبر فساء حفظه.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٣٧٠٥ من طريق شعبة بهذا الإسناد باختصار شديد.
(١) في المخطوط «الحسين».
(٢) في المطبوع وحده «العطارد».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) في المطبوع «مسلمة».
(٥) سقط من المخطوط.
(٦) في المطبوع «وقال» وفي المخطوط «وقالوا».