يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) ، [الأنبياء : ٧٣] وقال : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) [القصص : ٤١] ، وقيل : بمعبودهم. وعن سعيد بن المسيب قال : كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر. وقال محمد بن كعب : (بِإِمامِهِمْ) ، قيل : يعني بأمهاتهم ، [قيل](١) فيه ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها : لأجل عيسى عليهالسلام ، والثاني لشرف الحسن والحسين ، والثالث لئلا يفتضح أولاد الزنا. (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) أي : لا ينقص من حقهم قدر فتيل.
(وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٧٢) وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (٧٣) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (٧٥) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (٧٦))
(وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) ، اختلفوا في هذه الإشارة فقال قوم : هي راجعة إلى النعم التي عددها الله تعالى في هذه الآيات من قوله : (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ) إلى قوله : (تَفْضِيلاً) [الإسراء : ٢١ و ٧٠] يقول : ومن كان منكم في هذه النعم التي قد عاين [وشاهد](٢) أعمى ، (فَهُوَ فِي) ، أمر ، (الْآخِرَةِ) ، التي لم يعاين ولم ير ، (أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ، يروى هذا عن ابن عباس ، وقال آخرون (٣) : هي راجعة إلى الدنيا ، يقول : من كان في هذه الدنيا أعمى القلب عن رؤية قدرة الله وآياته ورؤية الحق ، (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) أي أشد عمى (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) أي أخطأ طريقا.
وقيل : من كان في هذه الدنيا أعمى عن الاعتبار فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار.
وقال الحسن : ومن كان في هذه الدنيا ضالا كافرا فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا لأنه في الدنيا تقبل توبته وفي الآخرة لا تقبل توبته ، وأمال بعض القراء هذين الحرفين وفتحهما بعضهم ، وكان أبو عمرو يكسر الأول ويفتح الثاني [يعني](٤) فهو في الآخرة أشد عمى لقوله : (وَأَضَلُّ سَبِيلاً).
قوله عزوجل : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) الآية ، اختلفوا في سبب نزولها.
[١٣٠٨] قال سعيد بن جبير : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يستلم الحجر الأسود فمنعته قريش ، وقالوا : لا ندعك حتى تلم بآلهتنا وتمسها فحدث نفسه [وقال](٥) : ما عليّ أن أفعل ذلك والله تعالى يعلم أني لها كاره بعد أن يدعوني حتى أستلم الحجر.
وقيل : طلبوا منه أن يمس آلهتهم حتى يسلموا ويتبعوه فحدّث نفسه بذلك ، فأنزل الله هذه الآية (٦).
__________________
[١٣٠٨] ـ مرسل ضعيف. أخرجه الطبري ٢٢٥٣٦ عن سعيد بن جبير مرسلا ، ومع إرساله فيه يعقوب القمي ، وشيخه جعفر بن أبي المغيرة ، وكلاهما غير قوي.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «الآخرون».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) أخرجه ابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه كما في «الدر» ٣ / ٣٥٢ من حديث ابن عباس ، وهو خبر منكر ، لا يصح.