وقرأ حفص (وَرَجِلِكَ) بكسر الجيم وهما لغتان ، (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) ، فالمشاركة في الأموال كل ما أصيب من حرام أو أنفق في حرام ، هذا قول مجاهد والحسن وسعيد بن جبير.
وقال عطاء : هو الربا وقال قتادة هو ما كان المشركون يحرمونه من الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام. وقال الضحاك : هو ما كانوا يذبحونه لآلهتهم. وأما المشاركة (١) في الأولاد روي عن ابن عباس : أنها الموؤدة. وقال مجاهد : والضحاك : هم أولاد الزنا. وقال الحسن وقتادة : هو أنهم هودوا أولادهم ونصروهم ومجّسوهم. وعن ابن عباس [في](٢) رواية أخرى : هو تسميتهم الأولاد عبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد الدار ونحوها. وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل بسم الله أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل (٣).
[١٣٠٦] وروي في بعض الأخبار «إن فيكم مغربين» قيل : وما المغرّبون؟ قال : «الذين يشارك فيهم الجن».
وروي أن رجلا قال لابن عباس إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار ، قال : ذلك من وطء الجن (٤).
وفي الآثار : أن إبليس لما أخرج إلى الأرض ، قال : يا رب أخرجتني من الجنة لأجل آدم فسلّطني عليه وعلى ذريته ، قال : أنت مسلط ، فقال : لا أستطيعه إلا بك فزدني ، قال : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) الآية ، فقال آدم : يا رب سلطت إبليس عليّ وعلى ذريتي وإني لا أستطيعه إلا بك ، قال : لا يولد لك ولد إلّا وكلت به من يحفظه ، فقال : زدني ، قال : الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها ، قال : زدني ، قال : التوبة معروضة ما دام الروح في الجسد ، فقال : زدني ، قال : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) [الزمر : ٥٣] الآية.
وفي الخبر : أن إبليس قال : يا رب بعثت أنبياء وأنزلت كتبا فما قرآني (٥)؟ قال : [قرآنك](٦) الشعر ، قال : فما كتابي؟ قال : الوشم ، قال : ومن رسلي؟ قال : الكهنة ، قال : وأين مسكني؟ قال : الحمامات ، قال : وأين مجلسي؟ قال : الأسواق ، قال : فما مطعمي؟ قال : ما لم يذكر عليه اسمي (٧) ، قال : ما شرابي؟ قال : كل مسكر ، قال : وما حبالى؟ قال : النساء ، قال : وما أذاني؟ قال : المزامير (٨). قوله عزوجل : (وَعِدْهُمْ) ، أي : خذ [أي : منّهم](٩) الجميل في طاعتك. وقيل : قل لهم لا جنة ولا نار ولا بعث. (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) ، والغرور تزيين الباطل بما يظن أنه الحق ، فإن قيل : كيف يذكر الله هذه الأشياء وهو يقول : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) [الأعراف : ٢٨]؟ قيل : هذا على طريق التهديد ، كقوله
__________________
[١٣٠٦] ـ ضعيف جدا. أخرجه أبو داود ٥١٠٧ من طريق ابن جريج عن أبيه عن أم حميد عن عائشة مرفوعا ، وإسناده ضعيف جدا ، والمتن شبه موضوع ، أم حميد لا يعرف حالها ، قاله الحافظ في «التقريب» وعبد العزيز بن جريج والد ابن جريج ، لين الحديث ، غير حجة ، وابن جريج مدلس ، وقد عنعن.
(١) في المطبوع «الشركة».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) هكذا ساقه تعليقا عن جعفر بن محمد وعن ابن عباس ، وهو باطل لا أصل له عن ابن عباس وجعفر بن محمد.
(٤) هكذا ساقه تعليقا عن جعفر بن محمد وعن ابن عباس ، وهو باطل لا أصل له عن ابن عباس وجعفر بن محمد.
(٥) في المطبوع «قراءتي».
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) العبارة في المخطوط «كل شيء لم يذكر عليه اسم الله».
(٨) هذا الأثر متلقى عن أهل الكتاب وكذا الذي قبله.
(٩) العبارة في المطبوع «خذ منهم».