وقال محمد بن المنكدر : الأواب [الذي](١) يصلي بين المغرب والعشاء.
وروي عن ابن عباس أنه قال : إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء ، وهي صلاة الأوابين (٢).
(وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (٢٨) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (٢٩))
قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، يعني صلة الرحم ، وأراد به قرابة الإنسان وعليه الأكثرون.[و] عن علي بن الحسين أراد به قرابة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) ، أي : لا تنفق مالك في المعصية. وقال مجاهد : لو أنفق الإنسان ماله كله [في الحق ما كان](٣) تبذيرا ولو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا ، وسئل ابن مسعود عن التبذير فقال : إنفاق المال في غير حقه. قال شعبة : كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة فأتى على دار بنيت بجص وآجر ، فقال : هذا التبذير ، وفي قول عبد الله : إنفاق المال في (٤) غير حقه.
(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) ، أي : أولياءهم ، والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم هو أخوهم. (وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) ، جحودا لنعمه.
(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ) ، نزلت في مهجع وبلال وصهيب وسالم وخباب كانوا يسألون النبي صلىاللهعليهوسلم في الأحايين ما يحتاجون إليه ولا يجد فيعرض عنهم حياء منهم ويمسك عن القول ، فنزل (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ)(٥) ، وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم ، (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها) ، انتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك ، (فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) لينا وهي العدة ، أي : عدهم وعدا جميلا. وقيل : القول الميسور أن يقول : يرزقنا (٦) الله وإيّاك.
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ).
[١٢٩٧] قال جابر : أتى صبي فقال : يا رسول الله إن أمي تستكسيك درعا ولم يكن لرسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا قميصه ، فقال للصبي : «من ساعة إلى ساعة يظهر كذا ، فعد إلينا وقتا آخر» ، فعاد إلى أمه فقالت : قل له إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك ، فدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم داره فنزع قميصه وأعطاه إيّاه (٧) وقعد عريانا فأذّن بلال بالصلاة فانتظروه فلم يخرج ، فشغل قلوب أصحابه فدخل عليه بعضهم فرآه عريانا فأنزل الله تعالى :
__________________
[١٢٩٧] ـ ضعيف جدا. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٥٧٦ عن جابر بدون إسناد.
ـ وأخرجه الواحدي ٥٧٥ من حديث ابن مسعود ، وإسناده ضعيف جدا ، سليمان بن سفيان الجهني متروك ، والخبر شبه موضوع.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) تصحف في المطبوع «الأولين».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) تصحف في المطبوع «من».
(٥) تفرد المصنف بذكره ، ولم أقف عليه عند غيره ، والظاهر أنه ليس له أصل.
(٦) في المطبوع «تقول رزقنا».
(٧) زيد في المطبوع.