النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) [الأنبياء : ٣] وقوله : (الَّذِينَ ظَلَمُوا) [الأنبياء : ٣] ابتداء وقرأ الباقون (يَبْلُغَنَ) على التوحيد ، (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ) ، فيه ثلاث لغات ، قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء ، وقرأ أبو جعفر ونافع وحفص بالكسر والتنوين ، و [قرأ](١) الباقون بكسر الفاء غير منون ، ومعناها واحد وهي كلمة كراهية ، قال أبو عبيدة : أصل التف والأف الوسخ على الأصابع إذا فتلتها. وقيل : الأف ما يكون في المغابن من الوسخ ، والتف ما يكون في الأصابع. وقيل : الأف وسخ الأذن والتف وسخ الأظفار. وقيل : الأف وسخ الظفر والتف ما رفعته بيدك من الأرض من شيء حقير.
(وَلا تَنْهَرْهُما) ، ولا تزجرهما ، (وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً) ، حسنا جميلا لينا.
قال ابن المسيب : كقول العبد المذنب للسيد الفظ. وقال مجاهد : لا تسميهما ولا تكنهما وقل لهما يا أبتاه يا أماه (٢).
وقال مجاهد : في هذه الآية أيضا إذا بلغا عندك من الكبر ما يبولان فلا تتقذرهما ولا تقل لهما أف حين تميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرا.
(وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً (٢٥))
(وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) ، أي : ألن جانبك لهما واخضع لهما. وقال عروة بن الزبير : ألن لهما حتى لا تمتنع عن شيء أحباه (مِنَ الرَّحْمَةِ) ، من الشفقة ، (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) ، أراد إذا كانا مسلمين. وقال ابن عباس : هذا منسوخ بقوله : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ١١٣].
[١٢٩٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٣) المليحي أنا أبو مسعود محمد بن محمد بن سمعان أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن يزيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ (٤) إن شئت أو ضيّع».
__________________
[١٢٩٢] ـ إسناده قوي ، فيه عطاء بن السائب اختلط ، لكن سمع منه حماد بن زيد قبل الاختلاط وكذا الثوري وشعبة سمعا منه قبل الاختلاط ، والجمهور على أنه صحيح الحديث قبل الاختلاط.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٣١٥ بهذا الإسناد وفيه قصة.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٣٦٦٣ وابن أبي شيبة ٨ / ٥٤٠ وأحمد ٦ / ٤٥١ من طريق سفيان عن عطاء به.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٧ و ١٩٨ عن حسين بن محمد عن شريك عن عطاء به.
ـ وأخرجه الترمذي ١٩٠٠ والحميدي ٣٩٥ والحاكم ٤ / ١٥٢ من طريق سفيان عن عطاء به وفيه قصة.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٦ وابن ماجه ٢٠٨٩ والحاكم ٤ / ٥٢ من طريق شعبة عن عطاء به وفيه قصة.
ـ وأخرجه ابن حبان ٤٢٥ عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء به. وفيه قصة.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «يا أمها».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «فاحفظ».