عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) ، قال عبد الله بن أبي أوفى : القرن مائة وعشرون سنة ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أول قرن ، وكان في آخره يزيد بن معاوية. وقيل : مائة سنة.
[١٢٩١] وروي عن محمد بن القاسم عن عبد الله بن بشر المازني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وضع يده على رأسه وقال : «سيعيش هذا الغلام قرنا» قال محمد بن القاسم فما زلنا نعد له حتى تم له مائة سنة ، ثم مات.
وقال الكلبي : القرن ثمانون سنة. وقيل : أربعون سنة.
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ) ، يعني الدنيا أي الدار العاجلة ، (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ) ، من البسط والتقتير ، (لِمَنْ نُرِيدُ) ، أن نفعل به ذلك أو إهلاكه ، (ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ) في الآخرة ، (جَهَنَّمَ يَصْلاها) ، يدخل نارها ، (مَذْمُوماً مَدْحُوراً) ، مطرودا مبعدا.
(وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها) ، عمل عملها ، (وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) ، مقبولا.
(كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (٢٠) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (٢١) لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (٢٢) وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣))
(كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) ، أي : نمد كلا الفريقين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة ، (مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) ، أي : يرزقهما جميعا ثم يختلف (١) بهما الحال في المآل ، (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ) ، رزق ربك ، (مَحْظُوراً) ، ممنوعا عن عباده فالمراد من العطاء العطاء في الدنيا وإلا فلا حظ للكفار في الآخرة.
(انْظُرْ) ، يا محمد ، (كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) ، في الرزق والعمل الصالح ، يعني : طالب العاجلة وطالب الآخرة ، (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً).
(لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ). الخطاب مع النبي صلىاللهعليهوسلم والمراد غيره. وقيل : معناه لا تجعل أيها الإنسان (٢) (فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) ، مذموما من غير حمد مخذولا من غير نصر.
قوله عزوجل : (وَقَضى رَبُّكَ) ، وأمر ربك ، قاله ابن عباس وقتادة والحسن. قال الربيع بن أنس : وأوجب ربك. قال مجاهد : وأوصى ربك.
وحكي عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأها : «ووصّى ربك». وقال : إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا ، (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) أي : وأمر بالوالدين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما.
(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) ، قرأ حمزة والكسائي بالألف على التثنية فعلى هذا قوله : (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) ، كلام مستأنف ، كقوله تعالى : (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) [المائدة : ٧١] وقوله : (وَأَسَرُّوا
__________________
[١٢٩١] ـ تقدم في تفسير سورة الأنعام عند آية : ٧.
(١) في المطبوع «يخلف».
(٢) زيد في المطبوع و ـ ط عقب لفظ «الإنسان» «مع الله إلها آخر».