إذا بيحيى بن زكريا وعيسى [ابن مريم](١) عليهماالسلام وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى ، فسلم [عليهما فسلمت](٢) فردا عليّ السلام ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ، فقيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا يوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه فردّ علي ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح ، قيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا [أنا](٣) بإدريس (٤) ، قال : هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه ، فردّ ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح».
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، [ففتح](٥) فلما خلصت فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل : من هذا؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح [له](٦) فلما خلصت فإذا بموسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فردّ ثم قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فلما جاوزت بكى قيل له : ما يبكيك؟ قال : أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي ، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل : من هذا؟ قال جبريل ، قال : ومن معك؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه؟ قال : نعم ، قال : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، فلما خلصت فإذا إبراهيم ، قال : هذا أبوك فسلم عليه فسلمت عليه فردّ السلام ثم قال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال : هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم».
وقال ثابت عن أنس : «فإذا أنا بإبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أوراقها مثل آذان الفيلة ، قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذان يا جبريل؟ فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ، وأوحى إلي ما أوحي ، ففرض عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال : فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا ، فرجعت إلى موسى فقلت : حط عني خمسا ،
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) العبارة من المطبوع «إدريس».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.