٩. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، حدّثنا عمران الأشقر ، حدّثنا قيس ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن أبي أيوب : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده ، فلمّا رأت ما برسول الله صلىاللهعليهوسلم من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتّى سالت الدموع على خدّيها ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا فاطمة ، إنّ لكرامة الله عزوجل إيّاك زوّجك من أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما. إنّ الله تعالى أطلع اطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني منهم ، فبعثني نبيا مرسلا ، ثمّ أطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك ، فأوحى إليّ أن أزوّجه إيّاك ، وأتخذه وصيّا». (١)
__________________
الأفسطي الأصبهاني بها ، أخبرنا جدّي من قبل أمي أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمّد الذكواني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ...
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج ٥ ، ص ٢٦) ، قال : حدّثنا أبو أحمد ، حدّثنا خالد ـ يعني ابن طهمان ـ عن نافع بن أبي نافع ، عن معقل بن يسار ، قال : وضّأت النبيّ صلىاللهعليهوسلم ذات يوم فقال : «هل لك في فاطمة ـ رضي الله عنها ـ تعودها؟» فقلت : نعم. فقام متوكئا عليّ ، فقال : «أما إنّه سيحمل ثقلها غيرك ، ويكون أجرها لك» ، قال :فكأنّه لم يكن عليّ شيء حتّى دخلنا على فاطمة عليهاالسلام ، فقال لها : «كيف تجدينك؟» قالت : «والله ، لقد اشتدّ حزني ، واشتدّت فاقتي ، وطال سقمي». قال أبو عبد الرحمن : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث : قال : «أو ما ترضين أني زوّجتك أقدم امتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما».
(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١١٢ ، ح ١٢١. قال فيه : أخبرني شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة ، أخبرني عبدوس هذا كتابة ، حدّثنا أبو طالب ، حدّثنا ابن مردويه ...
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (ص ١٠١ ، ح ١٤٤) قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد ابن سهل النحوي رحمهالله إذنا ، أنّ أبا الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم ، قال : قرئ على أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي وأنا أسمع : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن مرزوق ، حدّثنا حسين الأشقر ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن أبي أيوب الأنصاري : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله مرض مرضة ، فدخلت عليه فاطمة ـ صلى الله عليها ـ تعوده ، وهو ناقه من مرضه ، فلمّا رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى خرجت دمعتها ، فقال لها : «يا فاطمة ، إنّ الله عزوجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع إليها ثانية فاختار منها بعلك ، فأوحى إليّ ، فأنكحته واتخذته وصيّا. أما علمت يا فاطمة ، أنّ لكرامة الله إيّاك زوّجك أعظمهم حلما! وأقدمهم سلما! وأعلمهم علما!» ، فسرّت بذلك فاطمة عليهاالسلام واستبشرت ...