(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) (٣٩)
٣٢ ـ (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) اجعله شريكي في النبوة والرسالة. أشدد وأشركه على حكاية النفس شامي على الجواب ، والباقون على الدعاء والسؤال.
٣٣ ـ (كَيْ نُسَبِّحَكَ) نصلي لك وننزّهك تسبيحا (كَثِيراً).
٣٤ ـ (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) في الصلوات وخارجها.
٣٥ ـ (إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) عالما بأحوالنا. فأجابه الله تعالى حيث :
٣٦ ـ (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) أعطيت مسؤولك ، فالسّؤل الطّلبة فعل بمعنى مفعول كخبز بمعنى مخبوز. سولك بلا همز أبو عمرو.
٣٧ ـ (وَلَقَدْ مَنَنَّا) أنعمنا (عَلَيْكَ مَرَّةً) كرّة (أُخْرى) قبل هذه ثم فسرها فقال :
٣٨ ـ (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) إلهاما ، أو مناما حين ولدت ، وكان فرعون يقتل أمثالك ، وإذ ظرف لمننّا. ثم فسر ما يوحى بقوله :
٣٩ ـ (أَنِ اقْذِفِيهِ) ألقيه (فِي التَّابُوتِ) وإن مفسرة لأنّ الوحي بمعنى القول (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ) النيل (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) الجانب ، وسمّي ساحلا لأنّ الماء يسحله أي يقشره ، والصيغة أمر ليناسب ما تقدّم ، ومعناه الإخبار أي يلقيه اليمّ بالساحل (يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) يعني فرعون ، والضمائر كلّها راجعة إلى موسى عليهالسلام ، ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت يفضي إلى تنافر (١) النظم ، والمقذوف في البحر والملقى إلى الساحل وإن كان هو التابوت لكنّ موسى في جوف التابوت ، روي أنها جعلت في التابوت قطنا محلوجا ، فوضعته فيه وقيّرته (٢) ، ثم ألقته في اليم ، وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر كبير ، فبينما هو جالس على رأس بركة مع آسية إذا بالتابوت ، فأمر به ، فأخرج ، ففتح ، فإذا صبيّ (٣) أصبح الناس وجها ،
__________________
(١) في (ز) تناثر.
(٢) قيّرته : أي زفتته.
(٣) في (ز) بصبي.