(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (٩٢)
يتخذ كلّ صباح ومساء عند الله عهدا) قالوا : وكيف ذلك؟ قال : (يقول كلّ صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأنّ محمدا عبدك ورسولك ، وإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشرّ وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ، فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كان لهم عند الله عهد فيدخلون الجنة) (١) أو يكون من عهد الأمير إلى فلان بكذا إذا أمره به ، أي لا يشفع إلا المأمور بالشفاعة المأذون له فيها.
٨٨ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) أي النصارى واليهود ومن زعم أنّ الملائكة بنات الله.
٨٩ ـ (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) خاطبهم بهذا الكلام بعد الغيبة ، وهو التفات ، أو أمر نبيه عليهالسلام بأن يقول لهم ذلك ، والإدّ العجب أو العظيم المنكر ، والإدة الشدة وأدّني الأمر أثقلني وعظم عليّ أدّا.
٩٠ ـ (تَكادُ السَّماواتُ) تقرب وبالياء نافع وعليّ (يَتَفَطَّرْنَ) وبالنون بصري وشامي وحمزة وخلف وأبو بكر. الانفطار من فطره إذا شقّه ، والتّفطّر من فطّره إذا شققه (مِنْهُ) من عظم هذا القول (وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) تنخسف وتنفصل أجزاؤها (وَتَخِرُّ الْجِبالُ) تسقط (هَدًّا) كسرا أو قطعا أو هدما ، والهدّة صوت الصاعقة من السماء ، وهو مصدر أي تهدّ هدّا من سماع قولهم ، أو مفعول له ، أو حال أي مهدودة.
٩١ ـ (أَنْ دَعَوْا) لأن سمّوا ، ومحله جرّ ، بدل من الهاء في منه ، أو نصب ، مفعول له علّل الخرور بالهدّ ، والهدّ بدعاء الولد للرحمن ، أو رفع ، فاعل هدّا أي هدّها دعاؤهم (لِلرَّحْمنِ وَلَداً).
٩٢ ـ (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) انبغى مطاوع بغى إذا طلب أي ما يتأتى
__________________
(١) قال ابن حجر : رواه الثعلبي وقال : روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود ، فذكره بتمامه.