(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) (٧٩)
ضلال الضّلّال (١) بخذلانه ويزيد المهتدين أي المؤمنين هدى ثباتا على الاهتداء ، أو يقينا وبصيرة بتوفيقه (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) أعمال الآخرة كلّها ، أو الصلوات الخمس ، أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) مما يفتخر به الكفار (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) مرجعا (٢) وعاقبة ، تهكم بالكفار لأنهم قالوا للمؤمنين أيّ الفريقين خير مقاما وأحسن نديّا.
٧٧ ـ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) ثمّ. وبضم الواو وسكون اللام في أربعة مواضع : ههنا ، وفي الزخرف ونوح حمزة وعليّ ، جمع ولد كأسد في أسد ، أو بمعنى الولد كالعرب في العرب ، ولما كانت رؤية الأشياء طريقا إلى العلم بها وصحة الخبر عنها استعملوا أرأيت في معنى أخبر ، والفاء أفادت التعقيب ، كأنه قال أخبر أيضا بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك ، وقوله لأوتين جواب قسم مضمر.
٧٨ ـ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) من قولهم اطّلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه ، الهمزة للاستفهام ، وهمزة الوصل محذوفة ، أي أنظر في اللوح المحفوظ فرأى منيّته (أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) موثقا أن يؤتيه ذلك ، أو العهد كلمة الشهادة ، وعن الحسن : نزلت في الوليد بن المغيرة والمشهور أنها في العاص بن وائل ، فقد روي أن خبّاب بن الأرتّ صاغ للعاص بن وائل حليا ، فاقتضاه الأجر ، فقال إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأنّ في الجنة ذهبا وفضة فأنا أقضيك ثمّ فإني أوتى مالا وولدا حينئذ.
٧٩ ـ (كَلَّا) ردع وتنبيه على الخطأ ، أي هو مخطئ فيما يصوّره (٣) لنفسه فليرتدع عنه (سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ) أي قوله ، والمراد سنظهر له ونعلمه أنّا كتبنا قوله ، لأنه كما قال كتب من غير تأخير قال الله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٤) وهو كقوله : إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة (٥) ، أي علم وتبين بالانتساب أني لست بابن لئيمة (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ) نزيده من العذاب كما يزيد في الافتراء
__________________
(١) في (ز) الضال.
(٢) في (ز) أي مرجعا.
(٣) في (ظ) و (ز) تصوّره.
(٤) ق ، ٥٠ / ١٨.
(٥) لم أصل إلى أصله.