(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) (٦٤)
يتأملوا في ذلك أنه استدراج أو مسارعة في الخير. ثم بيّن ذكر أوليائه فقال :
٥٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) أي خائفون.
٥٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) أي بكتب الله كلّها لا يفرّقون بين كتبه كالذين تقطّعوا أمرهم بينهم ، وهم أهل الكتاب.
٥٩ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) كمشركي العرب.
٦٠ ـ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا) أي يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقات ، وقرىء يأتون ما أتوا بالقصر ، أي يفعلون ما فعلوا (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) خائفة أن لا تقبل منهم لتقصيرهم (أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) الجمهور على أنّ التقدير لأنهم ، وخبر إنّ الذين :
٦١ ـ (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) يرغبون في الطاعات فيبادرونها (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) أي لأجل الخيرات سابقون إلى الجنات ، أو لأجلها سبقوا الناس.
٦٢ ـ (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) أي طاقتها ، يعني أنّ الذي وصف به الصالحون غير خارج عن حدّ الوسع والطاقة ، وكذلك كلّ ما كلّفه عباده ، وهو ردّ على من جوّز تكليف ما لا يطاق (وَلَدَيْنا كِتابٌ) أي اللوح ، أو صحيفة الأعمال (يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) لا يقرأون منه يوم القيامة إلا ما هو صدق وعدل لا زيادة فيه ولا نقصان ولا يظلم منهم أحد بزيادة عقاب أو نقصان ثواب أو بتكليف ما لا وسع له به.
٦٣ ـ (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) بل قلوب الكفرة في غفلة غامرة لها مما عليه هؤلاء الموصوفون من المؤمنين (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) أي ولهم أعمال خبيثة متجاوزة متخطية لذلك ، أي لما وصف به المؤمنون (هُمْ لَها عامِلُونَ) وعليها مقيمون لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب.
٦٤ ـ (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ) متنعّميهم (بِالْعَذابِ) عذاب الدنيا ، وهو القحط