(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥)
وإياهم ، فلا تهتم لأمر الرزق وفرّغ بالك لأمر الآخرة لأنّ من كان في عمل الله كان الله في عمله ، عن عروة بن الزبير (١) أنه كان إذا رأى ما عند السلاطين قرأ : ولا تمدن عينيك ، الآي ثم ينادي الصلاة ، الصلاة رحمكم الله ، وكان بكر بن عبد الله المزني (٢) إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا فصلوا بهذا أمر الله ورسوله ، وعن مالك بن دينار مثله ، وفي بعض المسانيد أنه عليهالسلام كان إذا أصاب أهله ضرّ أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية (٣) (وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) أي وحسن العاقبة لأهل التقوى بحذف المضافين.
١٣٣ ـ (وَقالُوا) أي الكافرون (لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) هلا يأتينا محمد بآية من ربّه تدلّ على صحة نبوته (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ) أو لم تأتهم مدني وبصري وحفص (٤) (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) أي الكتب المتقدمة ، يعني أنهم اقترحوا على عادتهم في التعنت آية على النبوة ، فقيل لهم : أو لم تأتكم آية هي أمّ الآيات وأعظمها في باب الإعجاز ، يعني القرآن من قبل أنّ القرآن برهان ما في سائر الكتب المنزّلة ودليل صحته ، لأنه معجزة وتلك ليست بمعجزات فهي مفتقرة إلى شهادته على صحة ما فيها.
١٣٤ ـ (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ) من قبل الرسول أو القرآن (لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا) هلّا (أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ) بالنصب لأنه (٥) جواب الاستفهام بالفاء (آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَ) بنزول العذاب (وَنَخْزى) في العقبى.
١٣٥ ـ (قُلْ كُلٌ) أي كلّ واحد منا ومنكم (مُتَرَبِّصٌ) منتظر للعاقبة ولما (٦)
__________________
(١) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي ، أبو عبد الله ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ولد عام ٢٢ ه وتوفي عام ٩٣ ه (الأعلام ٤ / ٢٢٦).
(٢) بكر بن عبد الله بن عمرو المزني ، أبو عبد الله البصري ، كان ثقة ، ثبتا ، حجة ، فقيها. روى عن المغيرة بن شعبة وابن عباس وابن عمر وأنس وغيرهم.
(٣) لم أجده.
(٤) في (ظ) و (ز) مدني وحفص وبصري.
(٥) في (ز) على.
(٦) في (ز) وبما.