بسم الله الرحمن
الرحيم
تصدير
إن الحمد لله ،
نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضلّ
له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله.
(يا أيّها الذين آمنوا
اتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون) [٣ ـ آل عمران : ١٠٢].
(يا أيّها الناس
اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا
ونساء واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا) [٤ ـ النساء : ١].
(يا أيّها الذين آمنوا
اتّقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله
ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) [٣٣ ـ الأحزاب : ٧٠ ـ ٧١].
أما بعد ، فهذا
كتاب «نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز» من تأليف الإمام أبي بكر محمد بن
عزيز السجستاني أحد أئمة التفسير في مطلع القرن الرابع الهجري ، استغرق في تأليفه
خمس عشرة سنة يحرّره هو وشيخه أبو بكر ابن الأنباري (ت ٣٢٨ ه) ولم يؤثر عن مؤلفه ـ
رحمهالله ـ أنه وضع كتابا غيره لشدّة عنايته به.
وقد ألّفه على
حروف المعجم ، بينما كان المؤلفون في الغريب يؤلفون كتبهم على ترتيب السور والآيات
في المصحف الشريف فجاء كتابه مرتّبا مختارا للأرجح والأصح من أقاويل الثقات من
المفسّرين ، وغدا مصدرا ينهل من معينه المفسّرون والقراء والفقهاء ، ويعتمد عليه
أرباب اللغة والفصاحة والعلماء.
وقد شّرفني
الله عزوجل لخدمة هذا الكتاب النفيس ، فقمت بتحقيق نصوصه