الكوفة ، وأحد القراء السبعة المشهورين وهو يروي من كتاب الكسائي بإسناده إليه ، ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (تعولوا) [النساء : ٣] تجوروا وتميلوا ... قال أبو عمرو : أخبرنا ثعلب ، عن علي بن صالح صاحب المصلّى ، عن الكسائي قال : من العرب من يقول : عال يعول إذا كثر عياله.
٢ ـ معاني القرآن : للفراء ، يحيى بن زياد ، أبي زكريا (ت ٢٠٧ ه / ٨٢٢ م) من أئمة النحو في الكوفة أيضا ، وكتابه من أكبر الكتب المؤلفة في هذا الشأن ، وهو حافل بمسائل التفسير ، والنحو ، والإعراب ، والقراءات ، واللغة ، ويعتمد عليه السجستاني اعتمادا كبيرا وينقل عنه في كثير من المواضع ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (وثيابك فطهّر) [المدّثر : ٤] قال الفراء : معناه وعملك فأصلح (١).
٣ ـ مجاز القرآن : لأبي عبيدة ، معمر بن المثنى البصري (ت ٢٠٧ ه / ٨٢٥ م) وهو من أهم مصادر السجستاني في كتابه ، وينقل عنه كثيرا ، ويصرح بذلك أحيانا ، ويخفي تصريحه في معظم الأحيان ، حتى إن الباحث المعاصر الدكتور محمد فؤاد سيزكين يقول في كتابه «تاريخ التراث العربي» (٢) عند الكلام عن السجستاني وكتابه «وبمقارنة هذا الكتاب بكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ، يتّضح لنا أن هذا الكتاب الذي نال شهرة كبيرة ليس في حقيقة الأمر إلّا مختصرا غير منهجي من كتاب مجاز القرآن. وربما كان السبب في شهرة هذا الكتاب أن المؤلف قد أدرك قيمة كتاب أبي عبيدة ، وعدّه معينا لا ينضب في تفسير القرآن فقام بتيسير استعماله بترتيب المواد المختارة منه ترتيبا أبجديا».
ولسنا نوافق الأستاذ في هذا الوصف المبالغ فيه ، فليس الكتاب كما يقول مختصرا غير منهجي من كتاب «المجاز» وإنما كان «المجاز» مصدرا من أهم مصادر السجستاني ، أكثر من النقل عنه ، كما أكثر من النقل عن غيره كالفراء وابن قتيبة ، فلماذا لا يعتبر مختصرا من كتابيهما أيضا ، وكذلك فإن السجستاني يخالف أقوال أبي عبيدة في كثير من مسائل الغريب ويأخذ بقول الفراء ، فهو لم يكن مجرّد ناقل فقط ، وإنما كان خبيرا بما
__________________
(١) الفراء ، معاني القرآن ٣ / ٢٠٠.
(٢) سيزكين ، تاريخ التراث العربي ١ / ٧٣.