الخلافة قبله أصغر منه ، واستوزر عليّ بن عيسى ، فسار بعفّة وعدل وتقوى ،
وقد استمر في الخلافة (٢٥) سنة حتى عام ٣٢٠ ه / ٩٣٢ ه ، ثم وليه القاهر بالله
أبو منصور محمد بن المعتضد سنتين وكان سفّاحا بطّاشا ، ثم وليه الراضي بالله أبو
العباس محمد بن المقتدر حتى سنة ٣٢٩ ه / ٩٤١ م ، وكان سمحا كريما ، أديبا شاعرا
فصيحا محبّا للعلماء.
وانعكست الحياة
السياسية على الحياة الاجتماعية والعلمية ، واستمر التدوين الذي انطلق مع القرن
السابق ، واتّسعت دائرته لتشمل كل أنواع العلوم ، وقد تم خلال هذا العصر وضع أهم
الكتب المصنّفة ، كما لمع في هذا العصر الأئمة الأعلام في فروع المعارف والعلوم ،
كابن جرير الطبري ، وابن دريد ، وأبي الحسن الأشعري ، والإمام النسائي صاحب «السنن»
، وأبي إسحاق الزجاج ، وأبي بكر بن الأنباري ...
اسم السجستاني ونسبه :
هو الإمام
محمّد بن عزيز ، أبو بكر ، العزيزيّ ، السجستانيّ.
أما نسبته
بالسجستاني ، فلأنه من ناحية سجستان ، ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٣ / ١٩٠ فقال :
قال الإصطخري : أرض سجستان سبخة ورمال حارّة ، بها نخيل ، ولا يقع بها الثلج ، وهي
أرض سهلة لا يرى فيها جبل ، وتشتدّ رياحهم وتدوم ، واسم مدينتها زرنج ، وبينها
وبين هراة عشرة أيام ، وهي جنوبي هراة. وفي رجالهم عظم خلق وجلادة ، وهم فرس ،
وليس بينهم من المذاهب غير الحنفية من الفقهاء ، إلا قليل نادر ، وبها كثير من
الخوارج يظهرون مذهبهم ، وفيهم الصوم والصلاة والعبادة الزائدة ، ولهم فقهاء
وعلماء على حدة. ومنها الإمام أبو داود السجستاني ، صاحب «السنن» ، ويقال في
النسبة إليها أيضا : سجزي.
وقد انقسم
العلماء في ضبط نسبته «العزيزيّ» إلى فريقين ، فقال بعضهم : هو بزايين معجمتين ،
نسبة لوالده «عزيز» ، وقال آخرون : آخره راء غير معجمة ، نسبة لبني عزرة ، وقال
آخرون بل نسبة لعزير والده ؛ واحتجّ كل فريق لقوله بأدلّة. وقد طغى هذا الخلاف في
نسبة السجستاني على ترجمته في معظم المصادر ، حتى أن ابن ناصر