(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) يعني طائفة من بني إسرائيل (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) وفهموه (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنّهم حرّفوا الكلام!! (١)
[٢ / ٢٤٢٧] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الربيع في قوله : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) قال : يعني أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يؤمنوا لكم ، يقول : أفتطمعون أن يؤمن لكم اليهود؟ (٢)
[٢ / ٢٤٢٨] وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس قال : ثمّ قال الله لنبيّه ومن معه من المؤمنين يؤيّسهم منهم : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ). وليس قوله : يسمعون التوراة ، كلّهم قد سمعها ، ولكنّهم الّذين سألوا موسى رؤية ربّهم فأخذتهم الصاعقة فيها! (٣).
[٢ / ٢٤٢٩] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ) قال : هي التوراة حرّفوها (٤).
[٢ / ٢٤٣٠] وأخرج عن ابن زيد في قوله : (يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) قال : التوراة التي أنزلها عليهم يحرّفونها ، يجعلون الحلال فيها حراما والحرام فيها حلالا ، والحقّ فيها باطلا والباطل فيها حقّا ، إذا جاءهم المحقّ برشوة أخرجوا له كتاب الله ، وإذا جاءهم المبطل برشوة أخرجوا له ذلك الكتاب فهو فيه محقّ ، وإن جاء أحد يسألهم شيئا ليس فيه حقّ ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحقّ ، فقال لهم : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٥). (٦)
[٢ / ٢٤٣١] وأخرج عن محمّد بن إسحاق ، قال : بلغني عن بعض أهل العلم أنّهم قالوا لموسى : يا موسى قد حيل بيننا وبين رؤية الله ـ عزوجل ـ فأسمعنا كلامه حين يكلّمك! فطلب ذلك موسى إلى ربّه ، فقال : نعم ، فمرهم فليتطهّروا وليطهّروا ثيابهم ويصوموا! ففعلوا ، ثمّ خرج بهم حتّى أتى الطور ، فلمّا غشيهم الغمام أمرهم موسى عليهالسلام ، فوقعوا سجودا ، وكلّمه ربّه فسمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم ،
__________________
(١) تفسير مقاتل ١ : ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) الطبري ١ : ٥١٨ / ١٠٩٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٤٨ / ٧٦٩.
(٣) الدرّ ١ : ١٩٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٤٨ / ٧٦٨ و ٧٧٠ الطبري ١ : ٥٢٠ / ١١٠١ ؛ ابن كثير ١ : ١١٩.
(٤) الدرّ ١ : ١٩٨ ؛ الطبري ١ : ٥١٩ ـ ٥٢٠ / ١٠٩٨ ؛ ابن كثير ١ : ١١٩.
(٥) البقرة ٢ : ٤٤.
(٦) الطبري ١ : ٥٢٠ / ١٠٩٩ ؛ ابن كثير ١ : ١١٩.