وقال طاوس (١) ، والزّهريّ ، والحسن ، وغيرهم : لا يجوز له أن يزيد على المهر الذي أعطاها (٢) ، وقال ابن المسيّب : لا أرى أن يأخذ منها كلّ مالها ، ولكن ليدع لها شيئا (٣).
وقوله تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ ...) الآية : أي : هذه الأوامر والنواهي ، فلا تتجاوزوها ، ثم توعّد تعالى على تجاوز الحدّ بقوله : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، وهو كما قال صلىاللهعليهوسلم : «الظّلم ظلمات يوم القيامة» (٤).
(فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٢٣٠) وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ
__________________
(١) طاوس بن كيسان اليماني الجندي ـ بفتح الجيم والنون ـ قيل : من الأبناء ، وقيل : مولى همدان ، الإمام العلم. قيل : اسمه ذكوان. قاله ابن الجوزي. عن أبي هريرة ، وعائشة ، وابن عباس ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم. وعنه : مجاهد ، وعمرو بن شعيب ، وحبيب. قال ابن عباس : إني لأظن طاوسا من أهل الجنة. مات سنة ١٠٦. ينظر : «خلاصة تهذيب الكمال» (٢ / ١٥)
(٢) أخرجه الطبري (٢ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥) بأرقام (٤٨٥٨) ، (٤٨٥٩) ، (٤٨٦٠) ، (٤٨٨٠) عن الحسن ، وبرقم (٤٨٦٢) عن ابن طاوس ، وبرقم (٤٨٦٣) عن الزهري. وذكره البغوي (١ / ٢٠٧) عن الزهري ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١ / ٣٠٨)
(٣) أخرجه الطبري (٢ / ٤٨٣) برقم (٤٨٦١) ، وذكره البغوي (١ / ٢٠٧) ، وابن عطية في «المحرر الوجيز» (١ / ٣٠٨)
(٤) أخرجه البخاري (٥ / ١٢٠ ـ ١٢١) كتاب «المظالم» ، باب الظلم ظلمات يوم القيامة ، حديث (٢٤٤٧) ، وفي «الأدب المفرد» رقم (٤٨١) ، ومسلم (٤ / ١٩٩٦) ، كتاب «البر والصلة» ، باب تحريم الظلم ، حديث (٥٧ / ٢٥٧٩). وأحمد (٢ / ١٣٧ ، ١٤٦) ، والبيهقي (٦ / ٣٩) ، كتاب «الغصب» ، باب تحريم الغصب. والبغوي في «شرح السنة» (٧ / ٣٦٤ ـ بتحقيقنا). كلهم من طريق عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعا ، وللحديث شاهد من حديث جابر بلفظ : «اتقوا الظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة». أخرجه مسلم (٤ / ١٩٩٦) ، كتاب «البر والصلة» ، باب تحريم الظلم ، حديث (٥٦ / ٢٥٧٩) ، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (٤٧٩). وأحمد (٣ / ٣٢٣) ، من طريق عبيد الله بن مقسم ، عن جابر به. وله شاهد أيضا من حديث عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أحمد (٢ / ١٥٩) عنه مرفوعا ، بلفظ : «الظلم ظلمات يوم القيامة ، وإياكم والفحش ...».