وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٣١) وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٢٣٢)
وقوله تعالى : (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ...) الآية : قال ابن عبّاس وغيره : هو ابتداء الطلقة الثالثة (١) ؛ قال* ع (٢) * : فيجيء التسريح المتقدّم ترك المرأة تتمّ عدّتها من الثانية ، وأجمعت الأمّة في هذه النازلة على اتباع الحديث الصحيح في امرأة رفاعة (٣) ، حين تزوّجت عبد الرحمن بن الزّبير (٤) ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «لعلّك أردتّ الرّجوع إلى رفاعة ، لا ؛ حتّى يذوق عسيلتك ، وتذوقي عسيلته» (٥) ؛ فرأى العلماء أنه لا يحلّها إلا الوطء.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢ / ٤٨٨) برقم (٤٨٨٦) ، وذكره ابن عطية في «المحرر الوجيز» (١ / ٣٠٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٥٠٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن ابن عباس.
(٢) «المحرر الوجيز» (١ / ٣٠٨)
(٣) امرأة رفاعة القرظي التي تزوجها عبد الرحمن بن الزّبير اختلف في اسمها فقيل : سهيمة ، وقيل : عائشة ، وقيل : تميمة ، حكى الأقوال الثلاثة ابن الأثير في مواضع من كتابه ، وذكرها في حرف «التاء» تميمة بنت وهب بن عبيد القرظية ، مطلقة رفاعة القرظي.
ينظر : «تهذيب الأسماء» (٢ / ٣٧٠)
(٤) عبد الرحمن بن الزّبير بفتح الزاي ابن باطياء القرشي ، صحابي له حديث ، وعنه ابنه الزّبير.
ينظر : «الخلاصة» (٢ / ١٣٢)
(٥) أخرجه مالك (٢ / ٥٣١) ، كتاب «النكاح» ، باب نكاح المحلل وما أشبهه ، حديث (١٧) ، من طريق المسور بن رفاعة القرظي ، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير ، أن رفاعة بن سموآل طلق امرأته ..... ، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في «الأم» (٥ / ٢٤٨) ، باب نكاح المطلقة ثلاثا ، وابن حبان (١٣٢٣ ـ موارد) ، والبيهقي (٧ / ٣٧٥) كتاب «الرجعة» ، باب نكاح المطلقة ثلاثا.
قال السيوطي في «تنوير الحوالك» (٢ / ٦) ، قال ابن عبد البر : كذا لأكثر الرواة مرسل ، ووصله ابن وهب عن مالك ، فقال : عن أبيه ، وابن وهب من أجل من روى عن مالك هذا الشأن ، وأثبتهم فيه ، وتابعه أيضا ابن القاسم ، وعلي بن زياد ، وإبراهيم بن طهمان ، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي. كلهم عن مالك ، وقالوا فيه : عن أبيه ، وهو صاحب القصة. ا ه.
ومن طريق ابن وهب : أخرجه ابن الجارود (٦٨٢) ، والبيهقي ، (٧ / ٣٧٥) كتاب «الرجعة» ، باب نكاح المطلقة ثلاثا.
وأخرجه البزار (٢ / ١٩٤ ـ كشف) رقم (١٥٠٤) ، من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، ثنا مالك بن أنس ، عن المسور بن رفاعة ، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير ، عن أبيه.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٤ / ٣٤٣) : رواه البزار ، والطبراني ، ورجالهما ثقات ، وقد رواه مالك في «الموطأ» مرسلا ، وهو هنا متصل. ا ه. ـ