وقيل : المعنى : ابتغوا ليلة القدر.
وقيل : ابتغوا الرّخصة ، والتوسعة ؛ قاله قتادة ، وهو قول حسن (١).
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ...) الآية : نزلت بسبب صرمة بن قيس ، و (حَتَّى) : غاية للتبيّن ، ولا يصحّ أن يقع التبيّن لأحد ، ويحرم عليه الأكل إلا وقد مضى لطلوع الفجر قدر ، والخيط استعارة وتشبيه لرقّة البياض أولا ، ورقّة السواد إلحاق به ، والمراد فيما قال جميع العلماء (٢) : بياض النهار ، وسواد الليل.
و (مِنَ) الأولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، و (الْفَجْرِ) : مأخوذ من تفجّر الماء ؛ لأنه ينفجر شيئا بعد شيء ، وروي عن سهل بن سعد وغيره من الصحابة ؛ أن الآية نزلت إلا قوله : (مِنَ الْفَجْرِ) ، فصنع بعض الناس خيطين ، أبيض وأسود ، فنزل قوله تعالى : (مِنَ الْفَجْرِ) (٣).
* ع (٤) * : وروي ؛ أنّه كان بين طرفي المدّة عام من رمضان إلى رمضان تأخّر
__________________
وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١٢ / ٣٧٧) ، من حديث ابن عمر بلفظ : «تزوجوا الودود الولود ؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة».
وأخرجه عبد الرزاق (٦ / ١٧٣) رقم (١٠٣٩١) عن سعيد بن أبي هلال مرسلا.
والحديث صححه الألباني في «الصحيحة» برقم (١٧٨٢)
(١) أخرجه الطبري (٢ / ١٧٦) برقم (٢٩٨٧). وذكره البغوي في «معالم التنزيل» (١ / ١٥٧) ، وابن عطية من «المحرر الوجيز» (١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨).
والسيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٣٥٩) ، وعزاه إلى ابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٢) ينظر : «الطبري» (٣ / ٥٠٩) ، و «المحرر الوجيز» (١ / ٢٥٨) ، و «الرازي» (٥ / ٩٤) ، و «الوسيط» (١ / ٢٨٧) ، و «بحر العلوم» (١ / ١٨٦)
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ١٥٧) كتاب «الصوم» ، باب قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ). حديث (١٩١٧). ومسلم (٢ / ٧٦٧) كتاب «الصيام» ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، وأن له الأكل وغيره ، حتى يطلع الفجر ، وبيان صفة الفجر الذي تتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم ، ودخول وقت صلاة الصبح وغير ذلك ، حديث (٣٤ / ١٠٩١).
والنسائي (٦ / ٢٩٧) (الكبرى) ، كتاب «التفسير» ، باب قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ). حديث (١١٠٢٢ / ٢).
والطبري في «التفسير» (٢ / ١٨٧) رقم (٢٩٩٨) ، وذكره البغوي في «معالم التنزيل» (١ / ١٥٨) ، وابن عطية الأندلسي في «المحرر الوجيز» (١ / ٢٥٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٣٦٠) ، وعزاه إلى البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٢٥٨)