قال ابن العربيّ (١) : وللآية تحقيق ، وهو أن العالم إذا قصد الكتمان ، عصى ، وإذا لم يقصده ، لم يلزمه التبليغ ، إذا عرف أن معه غيره ، وقد كان أبو بكر وعمر لا يحدّثان بكلّ ما سمعا من النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلّا عند الحاجة ، وكان الزّبير أقلّهم حديثا ، ثم قال ابن العربيّ : فأما من سئل ، فقد وجب عليه التبليغ لهذه الآية ، وأما إن لم يسأل ، فلا يلزم التبليغ إلا في القرآن وحده ، وقد ثبت عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في فضيلة التبليغ بأنّه قال : «نضر الله أمرأ سمع مقالتي فوعاها ، فأدّاها كما سمعها» (٢) انتهى من «أحكام القرآن».
__________________
ـ في المستدرك» (١ / ١٠٢) ، والخطيب في «التاريخ» (٥ / ٣٨ ـ ٣٩) ، وابن المبارك في «الزهد» (١١٩) ، والبيهقي في «المدخل» (٥٧٥) ، وابن الجوزي في «العلل» (١٢٣) ، من طرق عن ابن وهب قال : حدثني عبد الله بن عياش بن عباس ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو رفعه به. وصححه الحاكم ، وسكت عنه الذهبي ، وقال ابن الجوزي : فيه عبد الله بن وهب الفسوي قال ابن حبان : دجال يضع الحديث.
وقال المنذري في «المختصر» (٥ / ٢٥١) : وهذا إسناد صحيح. وقد ظن أبو الفرج بن الجوزي أن هذا هو ابن وهب النسوي الذي قال فيه ابن حبان : يضع الحديث ، فضعف الحديث به ، وهذا من غلطاته ، بل هو ابن وهب الإمام العلم ، والدليل عليه : أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ، ومحمد بن عبد الله بن الحكم ، وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه. والنسوي متأخر. من طبقة يحيى بن صاعد. والعجب من أبي الفرج كيف خفي عليه هذا؟ وقد ساقها من طريق أصبغ ، وابن عبد الحكم ، عن ابن وهب.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١ / ١٦٦). رواه الطبراني في «الكبير» ، و «الأوسط» ، ورجاله موثقون. وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطيب في «التاريخ» (٦ / ٧٧) ، وابن عبد البر (٩) ، وابن عدي في «الكامل» (٣ / ١٠٦٢ ، ١٢٩٣ ، ٦ / ٢١٧٤) ، وابن الجوزي في «العلل» (١١٥ ـ ١١٨) ، وابن حبان في «المجروحين» (٣ / ٩٧) من طرق عنه.
وعزاه الهيثمي في «المجمع» (١ / ١٦٣) للطبراني في «الكبير» ، و «الأوسط» ، وقال في إسناد «الكبير» : سوار بن مصعب وهو متروك ، وفي إسناد «الأوسط» : النضر بن سعيد ضعفه العقيلي.
(١) ينظر : «الأحكام» (١ / ٤٩)
(٢) ورد من حديث ابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وجبير بن مطعم ، فأما حديث ابن مسعود أخرجه الترمذي (٥ / ٣٣) في «العلم» ، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (٢٦٥٧ ، ٢٦٥٨) ، وابن ماجة (١ / ٨٥) في «المقدمة» ، باب من بلغ علما (٢٣٢) ، والحميدي في «مسنده» (٨٨) ، وأحمد (١ / ٤٣٧) ، والشافعي في «مسنده» (١ / ١٦) ، وأبو يعلى (٢٦ / ٥ ، ٥٢٩٦) ، وابن حبان (٧٤ ، ٧٥ ، ٧٦) موارد ، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» برقم (٦ ، ٧ ، ٨) ، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ١٩١) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٧ / ٣٣١) ، والخطيب في «الكفاية» (ص ١٧٣) ، وفي «شرف أصحاب الحديث». ص (١٨ ، ١٩) ، والبيهقي في «معرفة السنن والآثار» (١ / ١٥ ـ ١٦ ، ٤٣) ، وفي «الدلائل» (٦ / ٥٤٠) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٤١٩ ، ١٤٢٠) ، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٢ / ٩ ، ١٠) ، وأبو الشيخ في «الأمثال» (٢٠٤) ، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (٢ / ٩٠) ، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» ص ٣٢٢ من طرق عنه. ـ