تعلّم رسول الله أنّك مدركي |
|
وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد (١) |
وحمل هذه الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان بالسّحر ، وينهيان عنه ، وقال الجمهور : بل التعليم على عرفه.
٣١ أ* ص (٢) * : وقوله تعالى : (مِنْ أَحَدٍ) : «من» هنا زائدة مع المفعول لتأكيد / استغراق الجنس ؛ لأن أحدا من ألفاظ العموم. انتهى.
و (يُفَرِّقُونَ) : معناه فرقة العصمة ، وقيل : معناه يؤخذون (٣) الرجل عن المرأة ؛ حتى لا يقدر على وطئها ، فهي أيضا فرقة ، و (بِإِذْنِ اللهِ) : معناه : بعلمه ، وتمكينه ، و (يَضُرُّهُمْ) : معناه : في الآخرة ، والضمير في علموا عائد على بني إسرائيل ، وقال : (اشْتَراهُ) ؛ لأنهم كانوا يعطون الأجرة على أن يعلّموا ، والخلاق : النصيب والحظّ وهو هنا بمعنى الجاه والقدر ، واللام في قوله : «لمن» للقسم المؤذنة بأنّ الكلام قسم لا شرط.
* م* : (وَلَبِئْسَ ما) : أبو البقاء (٤) : جواب قسم محذوف ، والمخصوص بالذم
__________________
ـ شعر» كان ممن اشتهر في الجاهلية ، ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلىاللهعليهوسلم وأقام يشبب بنساء المسلمين ، فهدر النبي دمه ، فجاءه «كعب» مستأمنا ، وقد أسلم ، وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها : «بانت سعاد فقلبي اليوم متبول» فعفا عنه النبي صلىاللهعليهوسلم وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر.
ينظر : «الأعلام» (٥ / ٢٢٦)
(١) البيت في ملحق ديوانه (٢٥٨) ، و «أمالي المرتضى» (٢ / ٧٧) ، و «المحرر الوجيز» (١ / ١٨٧) ، و «تفسير القرطبي» (٢ / ٥٤) ، و «الدر المصون» (٣٢٢). ويروى ملفقا من بيتين لأسيد بن أبي إياس الهذلي في «شرح أشعار الهذليين» (٢ / ٦٢٧) ؛ وبلا نسبة في «شرح الأشموني» (١ / ١٥٨) ؛ و «شرح شذور الذهب» (ص ٤٦٨) ؛ و «مغني اللبيب» (ص ٢ / ٥٩٤).
والشاهد فيه استعمال الفعل «تعلّم» بمعنى «اعلم» ، فنصب به مفعولين بواسطة «أنّ» المصدريّة المؤكّدة ، وهذا هو الأكثر في تعدّي هذا الفعل.
(٢) «المجيد» (ص ٣٦١)
(٣) التأخيذ : حبس السواحر أزواجهن عن غيرهن من النساء. والتأخيذ ـ أيضا ـ : أن تحتال المرأة بحيل في منع زوجها من جماع غيرها ، يقال : لفلانة أخذة تؤخذ بها الرجال عن النساء.
ينظر : «لسان العرب» (٣٦)
(٤) «التبيان» (١ / ١٠١) وأبو البقاء هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين ، الإمام محبّ الدين ، أبو البقاء العكبريّ ، البغداديّ الضّرير ، النحويّ ، الحنبليّ ، صاحب الإعراب. قال القفطي : أصله من «عكبرا» ، وقرأ بالرّوايات على أبي الحسن البطائحيّ ، وتفقّه بالقاضي أبي يعلى الفرّاء ، ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف والأصول ، وقرأ العربيّة على يحيى بن نجاح وابن الخشّاب ؛ حتى حاز قصب السّبق ، وصار فيها من الرّؤساء المتقدّمين ، وقصده الناس من الأقطار ، وأقرأ النّحو ، واللّغة ، والمذهب ، والخلاف ، والفرائض ، والحساب. ينظر : «بغية الوعاة» (٢ / ٣٨ ، ٣٩)