ولكنّ الواقع
أنّ اولئك وهؤلاء لم يكونوا موفّقين كلّ التوفيق في عملهم ذاك ، ولم يكونوا
معصومين من الخطأ ، بل لم يكن بعضهم مخلصا في قيامه بتلك المهمّة ، إذ لم تخل
الكتب التي وضعوها لجمع «الموضوعات» من الأحاديث الصحيحة ، كما لم تسلم الكتب التي
سمّوها ب «الصحاح» من الأحاديث الموضوعة. هذا حال الأحاديث لدى أهل السنّة
باختصار.
وكذا الحال في
أحاديث الإماميّة ، فما أكثر الأحاديث المدسوسة في كتبهم من قبل المخالفين وأصحاب
المذاهب والآراء الفاسدة ، ولقد كان في زمن كل إمام من الأئمّة عليهم الصلاة
والسلام من يضع الأحاديث عن لسانه وينسبها إليه ، وينشرها بين الشيعة ، ويضعها في
متناول أيدي رواتهم ، حتى تسرّبت إلى مجاميعهم الحديثيّة.
فقد روي عن
الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : «إنّ لكلّ رجل منّا رجل يكذب عليه» .
وقال : «إنا
أهل البيت صادقون ، لا تحلو من كذّاب يكذب علينا» .
وقال : «لا
تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا
المتقدّمة ، فإن المغيرة بن سعيد دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث ...» .
ولذا ، فإنّهم عليهمالسلام جعلوا الكتاب والسنّة ميزانا لأحاديثهم يعرض عليهما ما
روي عنهم فما وافقهما اخذ به ، وما خالفهما ردّ على صاحبه.
__________________