قصوره ، وضعف شعوره حيث تعامى عن الحق فلم يشعر بحسّه ولمسه ، وقاس غيره بنفسه.
وأغرب من ذلك ما افتراه على هشام ، مع أنّه من أجلّاء أصحابنا في الكلام ، ومن خواصّ الإمام عليه الصلاة والسّلام ، وله إلزامات وتشنيعات على المخالفين حتى اشتهر بذلك بين الفريقين ، ولعلّه مضافا الى عدم فهم مقاصده هو العمدة في نسبة أمثال تلك الافتراءات عليه حتى حكى الرازي في تفسيره عنه أنه قال : إنّ الله سبحانه لا يعلم الأشياء قبل وقوعها ، أو أنه يجوز البداء على الله تعالى ، وأنّه قال : إنّ قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ ...) إنّما وقع على سبيل الاستدلال بالأمارة ويجوز أن يظهر له خلاف ما ذكره. وهو كما ترى فرية بلا مرية.
إعجاز الآية الكريمة
في هذه الآية معجزة من حيث تضمّنها للإخبار من الغيب الّذي هو عدم إيمان هؤلاء الكفّار فيما بعد بناء على نزولها في حقّ أشخاص بأعيانهم على ما روي عن مولانا الإمام العسكري عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا قدم المدينة وظهرت آثار صدقه وآيات حقّه ، وبيّنات نبوّته كادته اليهود أشدّ كيد ، وقصدوه أقبح قصد ، يقصدون أنواره ليطمسوها ، وحججه ليبطلوها ، فكان ممّن قصده بالردّ عليه وتكذيبه مالك بن الصيف ، وكعب بن الأشرف ، وحييّ بن الأخطب ، وأبو ياسر بن الأخطب ، وأبو لبابة بن عبد المنذر فقال مالك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد تزعم أنّك رسول الله؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كذلك قال الله خالق الخالق أجمعين ، قال : يا محمد لن نؤمن أنّك رسوله حتى يؤمن لك هذا البساط الّذي تحتنا ، ولن نشهد أنّك من الله جئتنا حتّى يشهد لك هذا البساط.