وحذف المفعول الثاني بواسطة أو بدونها للتنبيه على أنّهم لا يرتدعون عن غيّهم وانهماكهم في الشهوات بالإنذار بشيء من العقوبات على شيء من فعل المعاصي وترك الطاعات.
وإضافة التسوية إليهم للدالة على أنّها بالنسبة إلى حالهم ، وإلّا فهو صلىاللهعليهوآلهوسلم قد حاز فضل الإصرار ، فضلا عن الإبلاغ.
وفي صلتها بعلي إشعار باشتراكهم في نوع الضرر وإن افترقوا فيه بحسب الإقرار باعتبار الخصوصيّات.
بقي الكلام في أمور : أحدها أنّ في (أَأَنْذَرْتَهُمْ) سبع قراءات :
القراءة
١ ـ تحقيق الهمز كما عن عاصم ، وحمزة ، والكسائي إذا حقّق لأنّه الأصل في كلّ همزة الاستفهام والإفعال ، إلّا أنّه قيل : إنّ التخفيف عند اجتماعها أفصح واكثر (١).
٢ ـ وتخفيف الثانية بين بين ، اي بين الهمزة والألف في المقام لفتحها تخفيفا لنبرها ، وتسهيلا لأدائها ، كما هو المحكي عن نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو والكسائي إذا خفّف ، ويقال : إنّه القياس.
٣ ـ وقلب الثانية ألفا كما في حكاية أهل مصر عن ورش ، وقيل : إنّه لغة لبعض العرب إلحاقا للمتحركة بالساكنة ، لكن في الكشّاف : أنّ فيه لحنا وخروجا من كلام العرب لوجهين : أحدهما الإقدام على جمع الساكنين على غير حدّه ، إذ
__________________
(١) الكشاف ج ١ ص ١٥٤.