النار وتغشيها تلك الريح حتى تأتي عليها كلّها فلا تبقي لها باقية.
ولقد حضر رجل عند عليّ بن الحسين عليهالسلام فقال له : ما تقول في رجل يؤمن بما أنزل الله تعالى على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما أنزل من قبله ، ويؤمن بالآخرة ويصلّي ، ويزكّي ، ويصل الرّحم ، ويعمل الصّالحات ، لكنّه مع ذلك يقول : لا أدري الحقّ لعليّ أو لفلان؟
فقال له عليّ بن الحسين عليهالسلام : ما تقول أنت في رجل يفعل هذه الخيرات كلّها إلّا أنّه يقول : لا أدري أنّ النبيّ محمّد أم مسيلمة ، هل ينتفع بشيء من هذه الأفعال؟
فقال : لا ، قال عليهالسلام : وكذلك صاحبك هذا ، كيف يكون مؤمنا بهذه الكتب من لا يدري أمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم النبي أم مسيلمة الكذّاب ، وكذلك كيف يكون مؤمنا بهذه الكتب أو منتفعا بها من لا يدري أعليّ محقّ أم فلان! (١).
تفسير
(وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
الآخرة مؤنّث الآخر بكسر الخاء فاعل من أخر بمعنى تأخّر وإن لم يستعمل ، وهي صفة الدّار لقوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) (٢) أو النشأة ، لقوله تعالى (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) (٣) صفة غالبة ، كالدنيا ، سمّيت لتأخّرها ، كما سمّيت الدنيا لدنوّها أو دنائتها.
__________________
(١) تفسير الامام العسكري : ص ٨٩ ، بحار الأنوار ج ٦٨ ص ٢٨٦.
(٢) القصص : ٨٣.
(٣) العنكبوت : ٢٠.