الصور ، بل وكذا
في الصورة التي راها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل البعثة حيث قد ملأ الخافقين بل وكذا رؤية غيره من
الملئكة حتى الذين كانوا يزاحمون الأئمة عليهمالسلام في منازلهم ، ويتّكئون في فرشهم وكانوا يلتقطون من زغبهم ،
ومشاهدة الأرواح الذين انتقلوا من هذا العالم إلى عالم البقاء كما قد يتفق لبعض
الصلحاء بل وكذا الأشقياء ، ومشاهدة النعمة والنقمة الحاصلين لهم كما لبعض الناس ،
بل قد يشاهدون اللهيب والنيران المتوقدة المشتعلة من قبور بعض الفجار.
ومن هذا الباب
مشاهدة الجنّ والشياطين الذين من الأرواح السفلية الظلمانية ، غير أنّ هذه الرؤية
قد يكون بعروض التجسّم للأرواح فيشترك حينئذ في رؤيته جميع الخلق أو بتغيّر في
أحوال الرائي بحيث ينكشف له شيء من الملكوت فيختص الرائي بالرؤية دون غيره.
ومن هذا الباب ولو
من بعض الجهات إرائته عليهالسلام ملكوت السموات والأرض لأبي بصير وجابر وغيرهما حسبما تأتي
إليه الإشارة في تفسير قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ
مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، أو من طريق غير المشاهدة كالسماع والذوق واللمس وغيرها ،
وذلك أنّ للنفس في ذاتها سمعا وبصرا وشما وذوقا ولمسا ، فهذه أدوات نفسانية كما
أنّ من هذه الجهات أدوات جسمانية بدنية ، ولعل في قوله تعالى : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ
وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) ، اشارة إلى ذلك.
بل وأظهر منه
دلالة ما ورد في تفسيره ، من أنّ لشيعتنا أربعة أعين عينان
__________________