وهو إمّا إلهام في اليقظة أو رؤيا في المنام صريح لا يحتاج إلى التفسير أو تلويح يؤوّل بالتعبير ، وهذا القسم من الوحي يكون للأنبياء كما ورد عن الصادق عليهالسلام قال : الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات فنبيّ منبأ في نفسه لا يعد وغيرها ، ونبي يرى في المنام ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد عليه امام مثل ما كان لإبراهيم عليهالسلام على لوط عليهالسلام ، ونبيّ يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة قلّوا أو كثروا كيونس عليهالسلام قال تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١) ، وعليه إمام ، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولي العزم وقد كان إبراهيم على نبيّنا وآله عليهالسلام نبيا وليس بإمام حتى (قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) «بأنه يكون في ولده كلهم» (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٢).
ويكون للأوصياء أيضا خصوصا للأئمة الطاهرين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ الذين هم بعد نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين والملئكة المقربين.
ففي «إرشاد» المفيد (٣) و «الاحتجاج» عن مولينا الصادق عليهالسلام قال :
__________________
(١) سورة الصافات : ١٤٧.
(٢) سورة البقرة : ١٢٤.
(٣) الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري ، أبو عبد الله ، ويعرف بابن المعلم : محقق مدقق ، فقيه ، انتهت اليه رياسة الشيعة في عصره ، ولد في عكبرا (على عشرة فراسخ من بغداد) سنة ٣٣٦ ، وتوفي ببغداد سنة ٤١٣ ، وله نحو مأتي مصنف منها الإرشاد في تاريخ النبيّ (ص) والزهراء والائمة عليهمالسلام ، قيل : إنه وجد مكتوب بعد دفن المفيد على لوح قبره من الامام الثاني عشر الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه فيه هذه الأبيات :