إلى الملئكة ، ومنهم إلى الجانّ ، ومنهم إلى الإنسان.
ثانيهما الوحي التشريعي المتعلّق بإفاضة العلوم والحقائق والأحكام المتعلقة بتكوين الشرع وشرع الكينونة وإن كانت التسمية تومي إلى الإختصاص فإنّ التعبير مبني على التغليب ، ولذا قيل بل قد ورد في الأخبار : أنّ مبدء كثير من العلوم الحكمية العقليّة والصناعيّة هو الوحي من الله سبحانه وإنّه كان ذلك بتعليم الأنبياء كالطبّ والنجوم ، والرمل ، والأعداد ، والحروف بل اشتغل كثير منهم بكثير من الصناعات ولعلّه على وجه الإلهام والاعلام كاشتغال أبينا آدم على نبينا وآله وعليهالسلام بالفلاحة ، وإدريس بالخياطة ، ونوح بالنجارة ، وعلى كل حال فقد يقال : إن الوحي قسمان : جلّي وخفي ، فالجلّي ما كان بواسطة سفير يبلّغه سواء كان ذلك السفير مرئيا مواجها له في سفارته وتبليغه كأن يرى الشخص ويسمع الصوت كما لخصوص أولى العزم أو لغيرهم من المرسلين أيضا أو لم يكن مرئيا له كأن يسمع الصوت ولا يرى الشخص كما في كثير من الأنبياء.
ولذا قد يفرّق بين الرسول والنبيّ بأنّ الرسول هو المخبر عن الله تعالى بغير واسطة أحد من البشر ، وله شريعة مبتدئة كآدم على نبينا وآله عليهالسلام أو ناسخة كنبينا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبأنّ النبيّ هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يرى الملك ، والرسول هو الذي يسمع الصوت ويرى في منامه ويعاين ، وبأنّ الرسول قد يكون من الملائكة كما قال سبحانه : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) (١) ، ومن الناس بخلاف النبيّ ، والخفي ما لم يكن بواسطة السفير ،
__________________
(١) الحج : ٧٥.