بساط سرادق الانبساط والانس ، كانت مختصّة بشرف الوحي والإلهام.
والقدف والنكت ، والأحلام ، وساير مراتب التلّقي ، والتلقين ، والاعلام بضروبها وأنواعها ومراتبها الكثيرة التي يختص كل منهم بشيء حسب اختلاف الجهات والمراتب والنشئات (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) (١) ، (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) (٢).
ولا يخفى أنّ ما ذكرناه من أنواع التلقّي والاستفاضة وصنوف الوحي والإلهام ليس بمجرد التخيّل وتجوهر الصورة المرتسمة من مرآت المتخيّلة بحسب قوة الإدراك وظهور الصور المثالية والإدراكية في الأعيان حتى يظنّ أنّها أجسام مرئية ملموسة وأصوات مسموعة مدركة بالآلات الجسمانية كما قد يظهر للممرورين (٣) والمبرسمين (٤) ، على ما زعمه بعض ملاحدة الفلاسفة المنكرين للملائكة والأرواح الروحانية لزعمهم أنّها قوى غير شاعرة ولا مدركة للعالم فإنّ هذا القول إلحاد في الدين وخروج عمّا أجمع عليه كافّة الأنبياء والمرسلين بل الحقّ الذي تظافر به الكتاب والسنّة بل ضرورة الدين والمكاشفات القطعيّة الحاصلة لأرباب الشهود واليقين بل للأولياء والأنبياء والمرسلين هو أنّ الملئكة جواهر روحانية شاعرة عابدة لله سبحانه قادرة على التشكّل بالأشكال المختلفة بإذن ربهم سبحانه وهم الصافات ، والزاجرات ، والتاليات للذكر ، والحاملات للوقر ، والمقسّمات للأمر إلى
__________________
(١) البقرة : ١٥٢.
(٢) البقرة : ٨٧.
(٣) الممرور من غلبت عليه المرة وهي بكسر الميم بمعنى الصفراء أو السوداء.
(٤) المبرسم بضم الميم وفتح الباء والسين أصيب بالبرسام وهو بكسر الباء التهاب في الحجاب الذي بين الكبد والقلب.