لا يفارقون أحكام كتاب الله أبدا سيمّا مع تأييد النفي الاستقبالي بكلمة لن الظاهرة بل الصريحة في ذلك ، فقد استفيد منه أنّ الأرض لا تخلو من واحد منهم وأنهم الحجج الناطقة بآيات الله على البريّة وأنّهم العالمون بجميع ما في الكتاب من الظواهر والبواطن والأسرار والعلوم وأنّهم لا يجهلون أبدا.
وخامسا : إنّه صرّح بعد ذلك كلّه بأنّه إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبدا ولعلّه لا يشكّ أحد في أنّ ضمّ العترة الى الكتاب الصامت الّذي أكثر آياته من المتشابهات الّتي لا يعلمها إلّا الله والرّاسخون في العلم للتنبيه والإشعار بأنّهم أهل علم الكتاب وهم الرّاسخون في العلم ، وهم الّذين يستنبطونه منه وهم المأمونون على فهم أسرار الكتاب وعلومه وحقائقه وشرائعه وأحكامه وبيان ذلك كلّه للنّاس في جميع الأعصار بعد النّبي المختار.
فإن قلت : إنّ المصرّح في الخبر إنّما هو نفي الضّلالة عن المتمسّك بهما معا وهو كذلك وأين هذا من حجّيّة كلام كلّ العترة منفردين عن الكتاب فضلا عن حجّية كلام كلّ واحد منهم وعصمته والنّص على خلافته كما هو المطلوب.
قلت : لا ريب في حجّية الكتاب بنفسه ولو مع عدم انضمام شيء إليه إلّا أن يكون المقصود التنبيه على أمرين :
أحدهما : أنّ المتمسك بكلّ واحد من العترة والكتاب لا يضلّ أبدا نظرا الى أنّ العترة التي مثل الكتاب في الحجّية ودوام الإصابة وعدم الخطأ أصلا وهداية المتمسّك به ولذا شهد لهم بل حكى الشهادة عن الله تعالى بعدم افتراقهما أصلا الى أن يردا عليه حوضه فهل ترى من نفسك جواز أن يقال في ضمّ غير المعصوم الى القرآن مثل هذا القول.
وثانيهما : أنّ الكتاب علمه محجوب عن الأمّة وأنّه لا يطّلع الأمّة إلّا على