وتمام الخمول ، وذلك أعلى معاني (نحن الأعراف الّذين لا يعرف الله إلّا بسبيل معرفتنا) (١) وتلك المنازل لا يمكن أن يحلّ بساحتها أحد إلّا من سكن فيها وخرج منها ، وهي المعاني الّتي يسئل الأنبياء ربّهم بها ، والأولياء يدعونه بها وهو قول الحجّة عجّل الله فرجه في دعاء رجب : اللهمّ انّى أسئلك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرّك (٢).
وفي هذا المقام هم أفضل من القرآن وكلّ شيء من خلق الله.
الثانية : مرتبة الأبواب وهم فيها باب الله الّذي يصدر منه الفيض إلى جميع ما في الوجود المقّيد بعد هم ، وهم في هذه المرتبة مساوون للقرآن ، لأنّهم الآن في رتبة العقل الأوّل ، والعقل الأول هو الملك الأعظم المسمّى بالرّوح ، من أمر الله ، وهو أوّل خلق من الروحانييّن عن يمين العرش ، وهو القران في الباطن ، وانّما افترقا من جهة الظهور ، فالظهور في اللفظ قرآن ، والظهور في الصورة الملكية روح من أمر الله تعالى ، وقد أشار سبحانه إليه في كتابه العزيز في قوله : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣) والروح من أمر الله هو الموحى إليه وهو الملك المسمّى بروح القدس الأعلى وهو المجعول نورا يهدي به الله من يشاء من عباده وهو القرآن ، ومن نظر بفؤاده في هذه الآية الشريفة عرف بدليل الحكمة أنّه القرآن وأنّه الملك الأعظم فإنّه هو الّذي يقذف الله الوحي في قلبه ، وهو معهم
__________________
(١) سفينة البحار ج ٦ / ٢٢٢ ـ البحار ج ٨ / ٣٤١.
(٢) بحار الأنوار ج ٢٠ ص ٣٤٣ ط. القديم.
(٣) الشورى : ٥٢.