وأمّا إنّه سبحانه يثيب عليه. أحسن الثواب ويعاقب عليه أليم العقاب فلأنه مشتمل على جميع شرايع الإسلام وكليات الأحكام من الأصول والفروع ، ومسائل الحلال والحرام فهو الميزان الذي يعرف به قدر طاعة المطيعين ومعصية العاصين ، وظهوره في صورة رجل شاحب : اي متغير من شحب جسمه إذا تغيّر قيل : لعله للغضب على المخالفين أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين ، كما ورد أنّ السقط يقوم محبنطا على باب الجنة أو لإسماعه الوعد الشديد على من خالفه ، وهو وان كان لمستخفّيه إلّا أن لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه وهو بعيد ، بل الأول أيضا ، ولعل الأقرب رجوعه إلى صورته التي هو عليها في نفسه ، ولذا ينكره أهل الجمع إذ لم يعرفه أحد حقّ معرفته ، ولم يتله حق تلاوته فلا يعرفونه حتى يرجع الى صورته التي كانت في الخلق الاول ، وأمّا انّ الضعفاء من شيعتهم أهل تسليم فإنّهم وإن لم يعرفوا الحقائق الغامضة الكلية على ما هي عليها بالكشف والشهود واليقين إلّا أنّهم لوصولهم إلى مقام اليقين يقبلون كلّما سمعوا من الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين فيؤمنون بالغيب ولا يحصل لهم الشك والريب ، وذكر شيخنا المجلسي (١).
__________________
(١) المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ولد في اصفهان سنة ١٠٢٧ وتوفي فيها سنة ١١١٠ كان شيخ الإسلام من قبل السلاطين في اصفهان ويباشر جميع المرافعات بنفسه ولا تفوته صلاة الأموات والجماعات والضيافات والعبادات ، وكان يباشر أمور معاشه وحوائج دنياه بغاية الضبط ومع ذلك بلغت مؤلفاته ما بلغت ، وخرج من مجلس درسه جماعة كثيرة من الفضلاء بلغوا ألف ويقال تصانيفه تبلغ ١٤٠٢٧٠٠ بيتا والبيت عبارة عن خمسين حرفا أشهر تصانيفه وأكبرها بحار الأنوار ٢٥ مجلدا.
قال مؤلّف الكتاب في رجاله (نخبة المقال) في ترجمة المجلسي :
والمجلسي ابن تقي باقر |
|
له بحار كلها جواهر |