قوله تعالى
(فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف : ١٨٩]
ثمرة هذه الآية : أنه تعالى لما قال : (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) جعل حال الإثقال يخالف ما قبله ، وأنه يختص بالدعاء ؛ لأجل أنه حال الخوف ، وقد ذهب الهادي عليهالسلام أن الحامل إذا أتى عليها من الحمل ستة أشهر كان تصرفها كتصرف المريض ينفذ من الثلث (١) ، وهو قول مالك ، والليث ، واحتجوا بالآية لأنه تعالى فرق بين حال الخفة والإثقال.
وقال المؤيد بالله ، وأبو العباس ، وأبو حنيفة ، والشافعي : تصرّفها من الجميع ما لم يأخذها الطلق.
قلنا : إنه يجوز عليها بعد الستة وضع الحمل في كل وقت ، فدلت الآية على أنه يجوز الدعاء بطلب أمور الدنيا ، وأن حصول الولد منّة يشكر عليها.
وقوله تعالى
(جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) [الأعراف : ١٩٠]
والضمير يرجع إلى الولدين الذكر والأنثى لا إلى آدم وحواء ، وقد فسر الشرك في أولادهما بأنهم جعلوا الخلق والنعم إضافة إلى غير الله ، ولهذا سموا أولادهم عبد مناف ، وعبد العزى ، وعبد اللات ، وعبد الدار ، وعبد شمس ، مكان عبد الله ، فيحصل من هذا كراهة التسمية بهذه الأسماء ونظائرها ، وأما عبد النبي ، وعبد الإمام فهل يكره (٢) ...
__________________
(١) وهذا هو المختار للمذهب.
(٢) بياض في الأصل قدر سطر.