النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أهل مكة ، فإنه عليهالسلام أمر أمير المؤمنين بسورة براءة (١) يقرؤها عليهم في أيام الموسم لما أعانوا حلفاءهم (٢) ، وهم بكر ، على حلفاء رسول الله وهم خزاعة.
وقوله تعالى : (عَلى سَواءٍ) أي : على وجه تستوي أنت وهم في العلم بالنبذ ، بأن تخبرهم إخبارا مكشوفا بينا ، يقطع ما بينك وبينهم.
قوله تعالى
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنفال : ٦٠ ـ ٦١]
ثمرات هذه الآية ثلاثة أحكام :
الأول : أنه تعالى أمر بأن تعدّ القوة التي يحصل بها الإرهاب على الكفار ، وفي الأمر باستعداد القوة التي يحصل بها الإرهاب لزوم الجهاد.
وقوله تعالى : (مِنْ قُوَّةٍ) قيل : ذلك مطلق ، يدخل في كل ما يقوى به في الحرب من السلاح ، والآلات التي تكون للحرب والخيل ، ثم خص الخيل من بينها ، فقال تعالى : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ) كقوله تعالى : (وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) وقيل : إنها الرمي.
__________________
(١) في الكشاف أن نزول براءة في سنة تسع ، والفتح في سنة ثمان ، فيحقق ، فلم يكن النبذ بإرسال الإمام علي عليهالسلام كما ذكر بسورة براءة ، وسيأتي في سورة الفتح في قوله تعالى : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ) الآية وللمصنف الفقيه يوسف ما يؤيد هذا الاعتراض. والله أعلم. (ح / ص).
(٢) هذه الإعانة سبب فتح مكة.