الجواب الثاني : أن العشرة مستحقة ، والزائد تفضل ، وقد قال الضحاك : إن السبع المائة للمطيعين.
واعلم أنهم قد اختلفوا في أفضل الطاعات ... (١)
قوله تعالى
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٢٦٢]
النزول
قيل : نزلت في عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، أما عثمان فجهز جيش العسرة ، في يوم غزوة تبوك بألف بعير بأقتابها ، وألف دينار ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يده يقول : يا رب عثمان رضيت عنه فارض عنه.
وأما عبد الرحمن فتصدق بنصف ماله ، أربعة آلاف دينار ، وترك لعياله أربعة آلاف دينار.
ثمرة هذه الآية : الترغيب في الإنفاق.
قيل : أراد الإنفاق في الجهاد عن ابن زيد.
وقيل : في أبواب البر عن أبي علي ، ويدل على قبح المن ، والأذى ، وأنهما يبطلان الأجر ، لأنه جعل استحقاقه مشروطا بعدمهما ، وأما الفعل فقد وجد ، والمنّ : أن يعتدّ على من أحسن إليه أنه أوجب عليه حقا ، ويريه ذلك.
__________________
(١) بياض في الأصل ، وينظر تفسير النجري الخمسمائة ، فقط بسط فيه في شرح هذه الآيات.