على اتخاذ الناس
عدة الجهاد ليستعينوا بها على قتال الأعداء. وقد لبسها النبي صلىاللهعليهوسلم في حروبه .. .
ثم ختم ـ سبحانه ـ
الآية الكريمة بقوله : (كَذلِكَ يُتِمُّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) أى : كذلك الإتمام السابغ للنعم التي أنعم بها ـ سبحانه ـ على
عباده يتم نعمته عليكم المتمثلة في نعم الدين والدنيا ، لعلكم بذلك تسلمون وجوهكم
لله ـ عزوجل ـ ، وتدخلون في دين الإسلام عن اختيار واقتناع ، فإن من
شاهد كل هذه النعم ، لم يسعه إلا الدخول في الدين الحق.
ثم سلى الله ـ تعالى
ـ نبيه صلىاللهعليهوسلم عما أصابه من أعدائه فقال : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما
عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ).
وجواب الشرط محذوف
، والتقدير : فإن استمر هؤلاء المشركون في إعراضهم عن دعوتك بعد هذا البيان
والامتنان ، فلا لوم عليك ، فأنت عليك البلاغ الواضح ونحن علينا محاسبتهم ،
ومعاقبتهم بما يستحقون من عقاب.
وقوله ـ سبحانه ـ :
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ
اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) استئاف مسوق لبيان الموقف الجحودى الذي وقفه المشركون من
نعم الله ـ تعالى ـ.
والمراد بالكفر في
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَكْثَرُهُمُ
الْكافِرُونَ) الستر لنعم الله عن معرفة لها ، وغمطها عن تعمد وإصرار.
أى : إن هؤلاء
المشركين ، يعرفون نعم الله التي عددها في هذه السورة ، كما أنهم يعترفون بأن
خالقهم وخالق السموات والأرض هو الله ، ولكنهم ينكرون هذه النعم بأفعالهم القبيحة
، وأقوالهم الباطلة ، كقولهم هذه النعم من الله ولكنها بشفاعة آلهتنا الأصنام ، أو
كقولهم : هذه النعم ورثناها عن آبائنا.
وجاء التعبير بثم
لاستبعاد الإنكار بعد المعرفة بالنعم ، فإن من شأن العالم بالنعمة أن يؤدى الشكر
لمسديها ، وأن يستعملها فيما خلقت له.
وقوله (وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) أى : وأكثر هؤلاء الضالين. جاحدون لنعم الله عن علم بها لا
عن جهل ، وعن تذكر لا عن نسيان.
وشبيه بهذه الآية
قوله ـ تعالى ـ : (وَجَحَدُوا بِها
وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا ..) .
__________________