يحملهم على إخلاص العبادة لخالقهم ، وعلى امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، لكي يكونوا من السعداء في دنياهم وآخرتهم.
ثم حكى ـ سبحانه ـ جانبا من المسالك الخبيثة ، التي سلكها المشركون مع النبي صلىاللهعليهوسلم لزحزحته عن التمسك بدعوته ، وكيف أن الله ـ تعالى ـ قد عصمه من كيدهم ، فقال ـ سبحانه ـ :
(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (٧٣) وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (٧٥) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (٧٦) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧)
ذكر المفسرون في سبب نزول الآية الأولى من هذه الآيات روايات منها ما جاء عن سعيد بن جبير أنه قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يستلم الحجر الأسود في طوافه ، فمنعته قريش وقالوا : لا ندعك تستلم حتى تلم بآلهتنا ... فأبى الله ـ تعالى ـ ذلك ، وأنزل عليه هذه الآية.
وروى عطاء عن ابن عباس قال : نزلت في وفد ثقيف ، أتوا النبي صلىاللهعليهوسلم فسألوه شططا : وقالوا : متعنا بآلهتنا سنة حتى نأخذ ما يهدى لها. وحرم وادينا كما حرمت مكة ، حتى تعرف العرب فضلنا عليهم ... فنزلت هذه الآية (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي ج ١٠ ص ٢٩٩.