وتميّز قيس بوفور
العقل وحسن التدبير ، وروي عنه أنّه قال : لو لا أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « المكر والخديعة في
النّار » لكنت من أمكر هذه
الامّة .
وكان قيس ندي
الكفّ جوادا لا يبارى ، فكان يستدين ويطعم الفقراء ، وقال أبو بكر وعمر : إن تركنا
هذا الفتى أهلك مال أبيه ، فمشيا في الناس يمنعونهم من سؤاله ، وسار النبيّ صلىاللهعليهوآله يوما ، فقام سعد
بن عبادة خلفه ، وقال : من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطّاب يبخلان على ابني .
ولايته على مصر :
قلّده
الإمام عليهالسلام
ولاية مصر في سنة ( ٣٧ ه ) وقال له الإمام عليهالسلام :
«
اخرج إلى رحلك ، واجمع إليك ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتّى تأتيها ومعك جندك ،
فإنّ ذلك أرعب لعدوّك ، وأعزّ لوليّك ، وأحسن إلى المحسن ، واشتدّ على المريب ،
وارفق بالعامّة والخاصّة ، فإنّ الرّفق يمن ».
فقال له قيس :
اخرج إليها بجند ، فو الله! لئن لم أدخلها إلاّ بجند آتيها به من المدينة لا
أدخلها أبدا ، فأنا ادع ذلك الجند فإن كنت احتجت إليهم كانوا منك قريبا ، وإن أردت
أن تبعثهم إلى وجه من وجوهك كانوا عدّة لك.
وخرج قيس في سبعة
من أصحابه ، حتى انتهى إلى مصر ، وفور انتهائه صعد المنبر ، وأمر بقراءة كتاب
الإمام عليهالسلام الذي فيه ولايته ، ثمّ خطب الناس قائلا :
الحمد لله الذي
جاء بالحقّ ، وأمات الباطل ، وكبت الظالمين.
__________________