وأربعمائة قال أخبرنا الشريف أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني قال رأيت المعمر المغربي وقد أتي به إلى الشريف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل سنة عشر وثلاثمائة وأدخل داره ومن معه وهم خمسة رجال وأغلقت الدار وازدحم الناس وحرصت في الوصول إلى الباب فما قدرت لكثرة الزحام فرأيت بعض غلمان الشريف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل وهما قنبر وفرح فعرفتهما أني أشتهي أنظره فقالا لي در إلى باب الحمام بحيث لا يدري بك فصرت إليه ففتحا لي سرا ودخلت وأغلق الباب وحصلت في مسلخ الحمام وإذا قد فرش له ليدخل الحمام فجلست يسيرا فإذا به قد دخل رجل نحيف الجسم ربع من الرجال خفيف العارضين آدم اللون إلى القصر أقرب ما هو أسود الشعر يقدر الإنسان أنه له نحوا من أربعين سنة وفي صدغه أثر كأنه ضربة.
فلما تمكن من الجلوس والنفر معه وأراد خلع ثيابه قلت ما هذه الضربة قال أردت أناول مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام السوط يوم النهروان فنفض الفرس رأسه فضربني اللجام وكان مخا كذا فشجني.
فقلت له أدخلت هذه البلدة قديما قال نعم وكان موضع جامعكم الفلاني مقبلة وفيها قبر.
فقلت هؤلاء أصحابك فقال ولدي وولد ولدي.
ثم دخل الحمام فجلست حتى خرج ولبس ثيابه فرأيت عنفقته قد ابيضت فقلت له كان بها صباغ قال لا ولكن إذا جعت ابيضت وإذا شبعت اسودت.
فقلت قم أدخل الدار حتى تأكل فدخل الباب.
وروى الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسن (١) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه حج في تلك السنة ، (٢)
__________________
(١) في النسخة : الحسين ، وصححناه اعتمادا على إكمال الدين صلى الله عليه وسلم ٥٠٧ الذي نقل الرواية بطولها.
(٢) وفي إكمال الدين صلى الله عليه وسلم ٥٠٧ : قال حججت في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.