يا عائب الفقر ألا تزدجر |
|
عيب الغنى أكبر لو تعتبر |
من شرف الفقر ومن فضله |
|
على الغنى إن صح منك النظر |
أنك تعصي لتنال الغنى |
|
ولست تعصي الله إن تفتقر |
لغيره:
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا |
|
ولا أراهم رضوا في العيش بالدون |
فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما |
|
استغنى الملوك بدنياهم عن الدين |
فصل في الكلام في الأرزاق
اعلم أن الرزق في الحقيقة هو التمليك وأصل التمليك من الله تعالى وهو الرازق للعباد وقد جعل بحكمته وعلمه من مصالح بريته أرزاقهم على قسمين :
أحدهما ما يوصله إليهم من غير سعي يكون منهم ولا اكتساب ولا تحمل شيء من المشاق كالمواريث ونحوها من الأمور المتيسرات.
والآخر مشترط بحركة العبد وسعيه واجتهاده وحرصه فمن سعى ناله ومن قعد فاته وقد أمر الله تعالى بالاكتساب والطلبة قال تعالى :
(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) الجمعة : ١٠.
وقال :
(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) العنكبوت : ١٧.
فلا يجوز مخالفة أمر الله تعالى وترك التكسب والطلب وليس ذلك بمضاد للتوكل على الله تعالى لأن له التعرض ومنه الطلب.
وقد أجرى العادة بأن لا يؤتى هذا القسم من الرزق إلا بعد الحركة والطلب ومثل ذلك كثير في أفعاله تعالى التي قد أجرى العادة بأن لا يفعلها