وعاش عمرو بن ربيعة اللخمي ثلاثمائة وأربعين سنة.
فهذا طرف من ذكر المعمرين ومختصر مما رواه أصحاب الأثر وعلماء المصنفين قد أوردته لك زيادة على ما تقدم وإثباتا للحجة على من يفهم. وإذا جاز أن يعمر الله تعالى جماعة من خلقه من أنبيائه عليهم السلام وأوليائه والمشركين له ويمدهم بصحة الأجساد وثبوت العقل والرأي فما الذي ينكر من طول عمر صاحب الزمان عليهم السلام وهو حجة الله تعالى على العباد وخاتم الأوصياء من ذرية رسوله صلى الله عليه وسلم والموعود بالبقاء حتى يكون على يده هلاك جميع الأعداء ويصير الدين كله لله لو لا أن خصومنا معاندون للحق ومكابرون.
وقد ذاع بين كثير من الخصوم ما يروى ويقال اليوم من حال المعمر أبي الدنيا المغربي المعروف بالأشبح وأنه باق من عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام إلى الآن وأنه مقيم من ديار المغرب في أرض طنجة ورؤية الناس له في هذه الديار وقد عبر متوجها إلى الحج والزيارة وروايتهم عنه حديثه وقصته وأحاديث سمعها من أمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم وقوله إنه كان ركابيا بين يديه ورواية الشيعة أنه يبقى إلى أن يظهر صاحب الزمان ص.
وكذلك حال المعمر المشرقي ووجوده بمدينة من أرض المشرق يقال لها سهردود إلى الآن ورأينا جماعة رأوه وحدثوا حديثه وأنه أيضا كان خادما لأمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم والشيعة تقول إنهما يجتمعان عند ظهور الإمام المهدي عليه وعلى آبائه أفضل السلام.
خبر المعمر المغربي
وهو علي بن عثمان بن الخطاب البلوي (١)
حدثني الشريف طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني بمصر سنة سبع
__________________
(١) تجد خبره في كتاب إكمال الدين للصدوق القمّيّ المتوفّى سنة ٣٨١ ه وذلك في صلى الله عليه وسلم ٥٠٢ ـ ٥٠٨ ، وفي لسان الميزان ج ٤ صلى الله عليه وسلم ١٣٤ ـ ١٤٠.