منام (١) :
ذكر أن شيخنا المفيد رحمهالله أبا عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه رآه وأملاه على أصحابه بلغنا أن شيخنا المفيد رحمهالله قال رأيت في النوم كأني قد اجتزت في بعض الطرق فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير فقلت ما هذا قيل لي هذه حلقة فيها رجل يقص فقلت من هو فقالوا عمر بن الخطاب فتقدمت ففرقت الناس ودخلت الحلقة فإذا برجل يتكلم على الناس بشيء لم أحصله فقطعت عليه فقلت أيها الشيخ أخبرني ما وجه الدلالة على ما يدعى من فضل صاحبك عتيق بن أبي قحافة من قول الله تعالى (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ).
فقال وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه الآية في ستة مواضع.
أولها أن الله تعالى ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر معه فجعله ثانيه فقال (ثانِيَ اثْنَيْنِ) الثاني.
أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد تأليفا بينهما فقال (إِذْ هُما فِي الْغارِ).
الثالث أنه أضافه إليه بذكر الصحبة ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة فقال (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ).
الرابع أنه أخبر عن شفقة النبي عليه ورفقه به لموضعه عنده فقال (لا تَحْزَنْ).
الخامس إعلامه أنه أخبره أن الله تعالى معهما على حد سواء ناصرا لهما ودافعا عنهما فقال (إِنَّ اللهَ مَعَنا).
السادس أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تفارقه السكينة قط فقال (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ).
__________________
(١) عرض المفيد لشطر منه في كتاب الإفصاح صلى الله عليه وسلم ١١٤ ـ ١١٨ وهذا الحجاج مأخوذ من هشام بن الحكم ، وأيضا في الفصول المختارة ج ١ صلى الله عليه وسلم ١٩ ـ ٢٤