الألوهية ونفي
التأثير لغيره سبحانه ، وعن الوحدانية ، ونفي الشرك والشريك ، والصاحبة ، والولد ،
نلاحظ : أنه في مثل هذه الموارد قد جاء بصيغة المفرد ، لأن المقام مقام تحديد ،
فهو يقول : (لا تُشْرِكْ بِي
شَيْئاً) .
ويقول : (ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .
ويقول : (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ
مُسْتَقِيمٌ) .
ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا
أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) .
ويقول : (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) .
ولكنه حين يريد أن
يثبت مقام القدرة والاختيار ، والعطاء ، والفيض الإلهي في موارد الرحمة ، والنعمة
، والرزق والتدبير ، وجميع الموارد التي يريد أن يخاطب الإنسان فيها من موقع
الكبرياء ، والعظمة .. والعزة ، والقدرة ، والربوبية وشؤونها ، التي تتجلى في
العناية والرعاية ، والتدبير ، فإنه تعالى في جميع تلك الموارد يتكلم عن نفسه
بكلتا الصيغتين.
وذلك لأن الأمور
التي تدخل في هذا السياق على قسمين :
أحدهما : ما لا بد
من التدخل الإلهي المباشر فيه ، ولا مجال لتوسيط أية جهة في إنجازه ، وينحصر
التأثير به تعالى ، كالمغفرة ، والجزاء الآتي
__________________