قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة هل أتى [ ج ١ ]

تفسير سورة هل أتى

تفسير سورة هل أتى [ ج ١ ]

تحمیل

تفسير سورة هل أتى [ ج ١ ]

77/294
*

فالابتلاء المصاحب للتكليف والمسؤولية يجعل الإنسان مستعدا لإفاضة المزيد من الإدراك ، والفهم ، والوعي ، والسميعية والبصيرية عليه. ولذا قال : (فَجَعَلْناهُ) ولم يقل : فيصير سميعا بصيرا.

تقديم كلمة سميع على بصير :

وبالمراجعة إلى الآيات القرآنية يتضح : أن ديدن القرآن قد جرى على تقديم السمع والسميعية على البصر والبصيرية ..

فلعل من أسباب ذلك :

أن درجات الإحساس بالأشياء تختلف وتتفاوت ، باختلاف صاحب الحاسة ، وباختلاف الحاسة نفسها ، وباختلاف المحسوس أيضا ، نوعا ، وكما ، وكيفا.

ولتوضيح ذلك نقول :

إن الإبصار يتم بارتسام صورة لشيء مّا ، ثم يتم إرسال هذه الصورة إلى القوة المدركة ، لتمييز ألوانها ، وأشكالها ، وأحجامها ، ونحو ذلك ..

أما السمع ، فهو يحصل بصورة أكثر تعقيدا ، وذلك لأن احتكاك المسموعات يحدث ارتجاجات ، يصل مداها إلى قوى الإدراك التي تقوم بالتمييز بين حالات ومستويات وميزات ذلك الصوت ، الذي نشأ عن ذلك الاحتكاك من خلال ملاحظة حالات وخصوصيات تلك الارتجاجات ..

فإذا كان البصر يعكس صورة ، ثم تتلقفها قوة الإدراك ، وتضعها على المشرحة ، وتميز بين حالاتها ، وألوانها ، وأشكالها ..

فإن السمع ليس كذلك ، بل إن الصوت يصل أولا إلى مناطق الإحساس ، ويتفاعل معها ، وتتفاعل معه .. ويثيرها ، ويؤثر فيها .. ثم تتلقفها