التفاعل مع العبادة ، وعلى الطاعة ، وعلى درجة الإخلاص في العمل ، والخلوص في النوايا ..
بل نحن بحاجة إلى جميع ما حكاه الله عن الماضين ، وعن أحوال الدنيا .. كقصة الطوفان ، وعرش بلقيس ، وما جرى للهدهد. وتهديدات سليمان له .. ثم اكتشافه عرش بلقيس .. وحمله إليها رسالة النبي سليمان [عليهالسلام]. وإلى المعرفة بصناعة النبي نوح [عليهالسلام] للفلك ، وما إلى ذلك ، لأن القرآن قد حكى ذلك كله لنا ، ليثقفنا به ، وليبني به شخصيتنا ومفاهيمنا ، ومشاعرنا والخ .. وما ذلك إلا لأن الإسلام كل متكامل ، يريد أن يبني عقل الإنسان ، وفكره ، وعقيدته ، وثقافته ، وعاطفته ، ومشاعره ، ومفاهيمه ، ومزاياه ، وخصائصه الأخلاقية ، وغرائزه ، وحتى بنيته الجسدية أيضا ..
ويريد أن يبني المجتمع الإنساني وفق ضوابط وقواعد ، وقيم. وإن أي خلل يحدث في أي موقع وأية جهة ، فسوف يؤثر سلبا على الجهات الأخرى ، وليس بالضرورة أن نكتشف نحن ذلك الفساد وكيفياته ، وحالاته ، وتأثيراته ..
فليس لأحد أن يصنف قضايا الدين والإيمان ، ومعارف القرآن ، فيقول : هذا مهم ، وهذا ليس بمهم. فإن إثارة شعور من هذا القبيل فينا سيؤثر على طاعتنا لله ، وعلى معرفتنا به ، وقربنا منه ، وعلى حميمية مشاعرنا تجاهه.
فإذا كان هناك ما ليس بمهم ، فالله تعالى هو الذي يحدده ، ويشير إليه. وأما ما اهتم الله ورسوله به ، فسجله الله في كتابه الكريم ، وكلّف جبرئيل بتنزيله ، وأوكل إلى النبي [صلىاللهعليهوآله] تبليغه ، وكتاب الوحي بتدوينه ، والألسن بتلاوته ، والملائكة بتسجيل الثواب عليه؟! ..