تلحّ عليه بمعرفة
ذلك الذي يسأل عن إتيانه : ما هو؟! وما حقيقته؟! ولما ذا يسأل عنه؟! ومن المخاطب؟!
وهل المخاطب هو نفس المسؤول؟! ومن المجيب؟!
وفي الإنسان فضول
، خصوصا في مثل هذه الحالات ، حيث يلتقي فضوله فيها مع حب المعرفة والعلم ، ومع حب
اكتشاف المجهول ..
فهي إذن تسمية ..
أريد لها أن تعطي الحافز للمعرفة ، وتدفع كل سامع أو قارئ للمتابعة .. فيتحرك
لمواصلة التحري ، برغبة وجهوزية تامة ، الأمر الذي يؤهله لأن يلاحظ خصوصيات
وتفاصيل ، لم يكن ليلتفت إليها لو ترك على حالة من الاسترخاء والركود ، بل إن
السؤال نفسه سوف يحرجه ويثيره ، ويجعله أمام مسؤولية البحث عن الإجابة.
أما تسمية هذه
السورة بسورة «الدهر» و «الإنسان» ، فهي قاصرة عن إفادة ذلك كله ، إذ إن السامع لن
يجد في نفسه الحافز للبحث والتقصي ، ولن يشعر أنّه مسؤول عن شيء ، بل سيكون قادرا
على حسم خياره ، فيقرر الإحجام أو الإقدام. ويكون إحجامه أو إقدامه مرتبطا بحوافز
ودواع أخرى ، ومنها عدم وجود الداعي للإقدام ..
ولأجل هذا .. فنحن
نرى أن علينا أن نلتزم بخصوص التسمية الواردة عن أهل البيت عليهم الصلاة والسّلام
، ولا نتعداها.
أما لماذا أريد أن
يكون لاسم هذه السورة هذا الإيحاء ، فقد يكون هو التأكيد على الاهتمام الإلهي
بتعريف الناس بحقائق إيمانية أساسية ، ربما تكثر الصوارف لهم عن متابعة مسيرة
التعرف عليها .. لارتباطها بأهل البيت عليهمالسلام الذين سوف تكثر العداوات لهم من قبل أهل الدنيا .. وطلاب
اللبانات ..