ثم يقول : وأما الوجه الثاني فهو أن يحس به ويدرك ألمه ، ولكن يكون راضيا ، بل راغبا فيه مريدا له ، أعني بعقله ، وإن كان كارها بطبعه ، كالذي يلتمس من الفصاد والفصد والحجامة ، فإنه يدرك ألم ذلك ، إلا أنه راض به وراغب فيه ، ومتقلد من الفصادية منّة بفعله ، فهذا حال الراضي بما يجري عليه من الألم «وكذلك كل من يسافر في طلب الربح يدرك مشقة السفر ، ولكن حبّه لثمرة سفره طيّب عنده مشقة السفر وجعله راضيا بها ، ومهما أصابته بلية من الله ، وكان له يقين بأن ثوابه الذي ادخر له فوق ما فاته ورضي به ورغب فيه وأحبه وشكر الله عليه».