وإذا سخوت بلغت بالجود المدى |
|
وفعلت ما لا تفعل الأنواء |
وإذا ملكت النفس قمت ببرها |
|
ولو أنّ ما ملكت يداك الشاء |
ويقول عنه :
نبي البر ، بيّنه سبيلا |
|
وسنّ خلاله ، وهدى الشعابا |
وهناك بر الوالدين ، بعدم عقوقهما أو الإساءة اليهما ، وبالاحسان اليهما كل الاحسان ، ولذلك يقول الرحمن : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً).
ولقد قال أحد الصحابة كما روى أبو داود والترمذي : يا رسول الله ، من أبرّ؟. فأجاب : أمك ثم أمك ثم أمك ، ثم أبوك ، ثم الأقرب فالأقرب. وروى مسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أبرّ البر صلة الولد أهل ودّ أبيه».
وهناك بر الأقارب وذوي الأرحام ، والقرآن يقول : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). وجاء في الحديث القدسي أن الرحم قالت لربّها : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال لها : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك؟. قالت : بلى يا رب ، قال : فذاك لك!. وفي الحديث النبوي : «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر».
وهناك البر في الكلام والحديث ، فإن الكلمة الطيبة نوع من البر ، والله تعالى يقول في سورة المجادلة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ، وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى ، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ). وقد حبب القرآن المجيد أقوى تحبيب في البر بالكلام. فقال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ ، تُؤْتِي