وتلك مواهب الرحمن ليست |
|
تحصّل باجتهاد ، او بكسب |
ولكن لا غنى عن بذل جهد |
|
بإخلاص وجد ، لا بلعب |
وفضل الله مبذول ، ولكن |
|
بحكمته ، وعن ذا النصّ ينبي |
فما من حكمة الرحمن وضع ال |
|
كواكب بين أحجار وترب |
فشكرا للذي أعطاك منه |
|
فلو قبل المحلّ لزاد ربّي .. |
ويتحدث ابن القيم عن تأثير السكينة في نفس صاحبها ، وأنها تباعده عن الركون إلى الشهوات والسيئات ، فيقول فيما يقول :
«صار سكونه اليها عوض سكونه الى الشهوات والمخالفات ، فإنه قد وجد فيها مطلوبه ، وهو اللذة التي كان يطلبها من المعصية ، ولم يكن له ما يعيضه عنها ، فإذا نزلت عليه السكينة اعتاض بلذتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية ، فاستراحت بها نفسه ، وهاج اليها قلبه ، ووجد فيها من الرّوح والراحة واللذة ما لا نسبة بينه وبين اللذة الجسمانية النفسانية ، فصارت لذته روحانية قلبية ، بعد ان كانت جسمانية ، فانسلب منها ، وحبس عنها ، وخلّصته ، فإذا تألقت بروقها قال :
تألق البرق نجديّا ، فقلت له : |
|
يا ايها البرق ، إني عنك مشغول |
وإذا طرقته طيوفها الخيالية في ظلام ليل الشهوات ، نادى لسان حاله ، وتمثل بمثل قوله :
طرقتك صائدة القلوب ، وليس ذا |
|
وقت الزيارة فارجعي بسلام |
فإذا ودعته وعزمت على الرحيل ، ووعدته بالموافاة ، تمثل بقول الآخر ، :
قالت وقد عزمت على ترحالها :
ما ذا تريد؟ فقلت : أن لا ترجعي
والسكينة قد تشابه الطمأنينة ، ولكن ابن القيم يفرّق بينهما بأن السكينة في حقيقتها تخلص من خوف ، والطمأنينة تحصّن بقوة ، ولذلك تعد الطمأنينة درجة أعلى من السكينة ، وإن كانت كل فضيلة منهما جليلة نبيلة.